صفحة الكاتب : الشيخ محمد آل حيدر

التحير الحسيني
الشيخ محمد آل حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   للتحير جهتان؛ تحير الضالين، وتحير المؤمنين، وكلامنا في الثاني، فإن المؤمن متحيرٌ من عظمة الله، متفكرٌ في عجائب خلقه، ومن جهةٍ أخرى يتحير ممّا يُنعم الله عليه من النعم، ولكن المؤمن - وخصوصا الأديب- لديه حيرةٌ أخرى من فاجعة الطف، فيتعجب متحيرا مما جرى بين طرفي القتال من منتهى الخسة والإنحطاط، وأعلى مراتب الإنسانية والتعقل والتحفيز النفسي والعاطفي؛ ومن  بعض الحيرة الحسينية للمؤمن تحيره في هذا العصر بالخصوص من عجائب الزيارة الأربعينية، فكل المجريات مخالفة للواقع التكويني والنفسي للطبيعة والإنسان: كيف تسع كربلاء الصغيرة الجموع الكبيرة؟؟ كيف يكفي الطعام؟؟ كيف تكفي مجاري الصرف؟؟ كيف ...كيف...كيف؟؟؟؟ ولكنني شخصيا زال تحيري بسبب أمور:              
  1- ان هذه الزيارة أسس مواكبها الخدمية جعفر الصادق (ع) كما سننشر إن شاء الله تعالى في منشور لاحق.
2- ان حركة الزيارة مناطة بحالةٍ غيبية بينتها عشرا الروايات الشريفة .
3- ماحدثنا به فضيلة الشيخ المجاهد أحمد مكطاف الجويبراوي؛ معتمد المرجعية العليا في ميسان ومدير فرع مدرستنا -دار الحكمة- هناك، إذ يروي عن أحد المؤمنين وقد وصفه الشيخ بأنه مؤمن صادق، صدوق في الرؤيا، يقول الرجل: وصلنا انا ومجموعة من المؤمنين من أهل العمارة الى حدود الشامية وكنا قد تأخرنا في المسير، فنظرتُ عصرا الى الجموع الغفيرة، وأنا أرى على مدى البصر أمامي وخلفي سلسلة بشرية سوداء، مابين العباءات الشريفة، والحزن الرجولي، فتحيرت من هذا الجمع، أين سيستقر وكيف سيأكل ويشرف، وماهي إلا سويعة قبل الغروب، وإذا بكرام الشيعة تتلاقف ضيوف إمامهم، حتى إذا غربت الشمس وإذا بتلك الجموع كلها في ديارٍ ومضايف ومواكب، لاجوع ولابرد ولاأذى.. ونمت عند أحد المؤمنين فرأيتُ فيما يرى النائم حجة العصر وإمام الزمان والشاهد علينا مولانا المهدي المنتظر، وهو واقفُ في كربلاء، وقد مد يديه الكريمتين حتى وصلتا الفاو، وبدأ يوزع الزوار، فكل مجموعة يخصص لهم محلا للمبيت، ويُظهر له صورة مضيفه مع إسمه، حتى وصل لي ولجماعتي وكنا بحدود السبعة، فأراني صورة كهلٍ وذكر لي اسمه الثلاثي مع اسم عشيرته، وأعطاني سلام الله عليه علامة، وهي كون الرجل في سيارة بيكب دبل قمارة حمراء.. وإستيقضتُ صباحا ولم أخبر جماعتي بالرؤيا، وقد إتفقنا على عدم المبيت هذه الليلة إلا مع التعب الشديد، لأننا تأخرنا في المسير، وكنت أكبر الجماعة، ومشينا حتى الغروب، وإذا بي ألمح الرجل الذي أرانيه مولاي عليه السلام في المنام وهو يتكأ على سيارته البيكب الحمراء، فإعتزلتُ منه جانبا بحيث لايراني أنا وجماعتي، لأرى مايكون، وبعد أن تجاوزنا الرجل قليلا سمعته ينادي على ولده: (بويه ذولة الشباب جيبهم وإذا مارضو شيلهم ذبهم بالبدي) فجاء الشاب وقال سمعتم كلام الوالد وأنا لاأعصيه، فحاول الاخوان أن يقنعوه بأنهم متأخرون ولايمكن لهم أن يباتوا طول الليل، فلم يأبه بهم، وقلتُ لهم لنذهب مع الرجل، وتعجب أصدقائي من صنيعي، فقلتُ لهم أخبركم لاحقا، وذهبنا وبعد الصلاة والعشاء، جاء ذلك الرجل الوقور وجلس بجنبي بعقاله وكوفيته، وعند شربنا للشاي لإلتفتُ إليه، فقلتُ له: حجي اسمك فلان بن فلان آل كذا، فإلتفتَ الرجلُ لي متعجبا، وقال: ( عمي تطلبني ثار؟؟ خادم معي بالعسكرية؟؟ من أين تعرفني؟؟) فقلتُ له: أنا لا أعرفك ولكن إمامك عليه السلام هو الذي يعرفك باسمك واسم عشيرتك، وحدثته الحديث، فنزع الرجل عقاله وبكى كثيرا ولطم رأسه على الحسين عليه السلام، وبكى العيال رجالا ونساءا وعلت الصرخة.  
ومن هنا نجد كرم النفوس قبل كرم الإطعام، اللهم إرزقنا خدمة زائري وليك وحجتك الحسين (ع).. اللهم على الولاية نعيش ونموت بحق أهل الولاية                       


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ محمد آل حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/08/31



كتابة تعليق لموضوع : التحير الحسيني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net