صفحة الكاتب : علاء تكليف العوادي

رجل الدين عالم يفقه ما يقوله في ميادين العلم والمعرفة (مفهوم الجندرة انموذجا)
علاء تكليف العوادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يعتقد من ينسب نفسه الى الثقافة والتطور الثقافي أو من يسمي نفسه رجل الاكاديمي ويقصد به المقابل لرجل الحوزوي أنه أعرف من غيره بمضامين التطور الذي يدور حوله وما تطرح من مصطلحات لغوية على الصعيد العربي والاجنبي ويعتقد أنه الفرد الوحيد الذي يواكب الزمن ويطلع على جديده وما يرتبط في تطورات واستحداثات لبعض المصطلحات أو العناوين التي تطرح أو حتى الدراسات العلمية التي تبين ما يجري في العالم من خلال ما يبث في تقارير في المجلات والكتب العلمية مستخدماً أليات المطالعة في كثير من الاحيان إذ أنه في كثير من الأحيان لم يكن هو من أولئك الذين نظروا وأسسوا لتلك العلوم والدراسات وكذا المصطلحات.

-التفاتة-
إننا في هذا المقال لم ننكر دور الاختصاص في نشر تلك الدراسات والعمل على الوصول من خلالها لما ينتفع منه الناس إلا أن قبول  تلك الدراسات لابد أن تكون من أهل الاختصاصات التي لا يتأثر بالميولات التجارية على الصعيد المادي أو التجاري بالمبادئ والاصول.
وإن كاد أن يتفق العقلاء أن أهل الاختصاص العاملين على النصح في بيان الحقائق ما زالت الدنيا تعجب بهم وذلك واضح من انتفاضتهم لنكران كل ما يخالف العلم والمعرفة والاسس التي يبتني على ذلك العلم وما يخرج عن ذلك يبقى في دائرة الرفض.
نعود- 
إن أولئك الذين يدعون المعرفة بمجرد أنهم قرأوا عنواناً أو خضعوا لضغوط وإن اختلفت تلك الضغوط بأدواتها النفسية والمادية.
إن أولئك يعتقدون أن غيرهم جاهل ما لم يلبس لباس ثقافتهم ويجلس مجلس ندواتهم حيث تجهد يهاجمون رجال العلم من الحوزويين ويصفونهم بأوصاف لا تمت للحقيقة بصلة بل العكس أن ما يحمله رجل الدين من أطلع على ما يدور حولهم من تطور ثقافي وعلمي هو في كثير من الاحيان مورد اهتمامهم بل حتى في القضايا السياسية التي تدور في الافق تجدهم لأكثر إلماماً ممن يدعي الثقافة ولنا على ذلك شواهد كثيرة يطول الحديث عنها وليس هذا المقال مخصص لنقلها بل هو كتب للإشارة للتوهم الذي في أذهانهم.
إن رجل الدين ليس ببعيد عن ما يدور حوله من تقدم في شتى المجالات والشاهد اليوم ما يحمله رجل الدين من سلاح معرفي علمي يجابه به الانحرافات الأخلاقية التي تعصف في المجتمعات والتي يراد لها ان تطرق أبواب الإسلام والمسلمين بألفاظ رنانة ومزوقة بألوان جذابة تجب الناظر وتسر السامع لكنها تخفي الدمار والشذوذ والانعدام الاخلاقي والاجتماعي.
عندما تصدى رجال العلم لظاهر فرض الجندرة على المجتمع العراقي بقوانين أسست لها أن تكون فرض أرادة على مجتمع تربى تحت منبر أولئك الرجال حاملي العلم والمعرفة الواضحين في الطرح والمصححين  لما ينبذ من المظاهر المخالفة للدين وذوق والاخلاق.
فهنا نجد أن من يدعي الثقافة قد رفع راية الجندرة وهو يصطحب معه قلم الزيف ليزيف الحقيقة 
متهجماً على أهل العلم بانهم لم يفقهوا من معنى هذا المصطلح وما يشير له من حقوق للأشخاص بدعوى حفظ تلك الحقوق والمساوات بينهم بما يحتجه كل منهما على نحو التساوي بعيداً عن التميز الذي يراه دعاة الثقافة وأنه حق أن يتمثل به كلا الجنسين متناسين ما خص الله كل فرد من افراد الجنسين المختلفين سيكيولوجي –أي نفسياً- و الفسيولوجي –  وهو فرع متخصص وفرعي من علم البيولوجيا يُعنى بدراسة جزء مُعين منه وهو وظائف الأعضاء للكائنات الحية المختلفة وطريقة تكيّفها للمعيشة – وهذا المعنى الذي حدد أهل الاختصاص المؤتمنين على بيان الحقائق لا مدعي الثقافة التي تدير ثقافتهم وأفكارهم الميول النفعية بعيداً عن الواقعية والإنصاف.
لذا حينما تصد أهل العلم لبيان المعنى الحقيقي لمعنى الجندرة المنبوذة نجد تلك الاصوات المتسلقة على سلم الثقافة والمنتحلة لصفة حافظ أصحابها الحقيقيون على اصالتها نجدهم- المتسلقين على الثقافة- يهاجمون أهل العلم ومتهميهم بالجهل في حقيقة المصطلحات  وعدم ادراك المعاني بل أنهم اتهموهم بمحاربة الحقوق التي هي حق للانسان في معتقدهم متنكرين لما تربت عليه الاجيال من حقيقة المبادئ الانسانية التي سعت الشرائع الى الحفاظ عليها والدفاع عنها بل حافظ كل منصف لسعي للحفاظ على تلك المبادئ مدافعاً عنها مواجهاً لما تشاع من ألفاظ رنانة تريد تظليل الحقيقة.
فما يطرحه أهل العلم من أراء تواجه هذا الغزو الثقافي المشبوه أنما هو عن علم ودراية بما يحمله من دس لسم بالعسل وتغيب للحقائق مطلعين على الدراسات والبحوث التي تحذر من مثل هذه التوجهات لتغير أصالة النشأ للجنسين بدعوى الحرية والحقوق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء تكليف العوادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/08/13



كتابة تعليق لموضوع : رجل الدين عالم يفقه ما يقوله في ميادين العلم والمعرفة (مفهوم الجندرة انموذجا)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net