كلما تطرق الباب يخفق قلبي ، اشياء غريبة صارت تنتابني ،لابد ان شيء ما قد حدث مما اربك هواجسي ، لابد ان شيئا ما يحدث الآن على بيت عمي ، فهو منذ مدة لم يكلمني وانقطعت اخباره عني ، تغير حالي الى بؤس وقلق وهواجس مرعبة ،اشعر ان الجميع يخفي عني امرا ما ، في عصرالخميس طرقت الباب ، خفق قلبي وهو يحدثني ان الواقف خلف الباب هو ، ركضت لافتح الباب واستقبله رأيت بيت عمي جميعهم عمي وزوجته والبنات وهو غير موجود صرت اتوقع انه يريد ان يباغتني فختل ، كانت ايام عاشوراء والجميع يرتدي ملابس الحداد على سيد الشهداء الحسين عليه السلام ، فلا استطيع ان اميز حدادهم ، اول مرة ياتون بلا حامد ، ويدخلون بهذا الشكل المرعب ، الحزن بادي على الوجوه وما ان انظرالى وجه احدهم الا ويبكي ، صحت :ـ عمو أخبرني ما الامر ؟ عمة :ـ انا ضعيفة بنية لااحتمل هذا الصمت المرعب ، اخبروني ، هل استشهد حامد ؟ الكل صاح (اسم الله ) عقبت أمي لاسامح الله يا أبنتي ، :ـ لماذا البكاء عمي ، عمتي ، أبي ، أمي ارجوكم اخبروني اكاد اموت ، خارت قواي ولم استطع الصبر ، واذا بجهاز الموبايل يعلن وجود حامد :ـ يا الهي حامد أين انت ، لماذا لم تتصل بي ؟لماذا قطاعتني ، لماذا لاتزورنا كالسابق ، قال :ـ انا بخير ، اجبته :ـ لاياحامد انا أشعر أنك تتوجع ... تتالم ، تكاد تبكي اخبرني ارجوك ، ما الأمر لم يعد احد يحتمل وجع المحاورة الجميع صار يبكي قال الامر بسيط انا تعرضت الى تفجير بالجبهة ، وبترت قدمي ، انطلقت صرخة قوية موجعة ربما هي آخر صرخاتي ، لااعرف بعدها شكل الدنيا، يبدو اني فقدت الوعي ، نقلت الى غرفة الانعاش في مستشفى الحسيني ، ، لااعرف كيف فقدت الوعي؟ ، او كيف نقلت الى المستشفى ، وكم صار لي في الانعاش ، انظر الى الغرفة فأرى أمي واقفة تبكي ، اردت ان اسألهم ، ان اصيح ، يبدو اني فقدت النطق ، رحت اصرخ :ـ أمي أين حامد ،:ـ انه ينتظرك في البيت ، الحمد لله سمعت صوتي أخيرا ، قلت لها لنذهب ما الذي يبقينا في المشفى ؟ قالت :ـ علينا ان ننتظر الطبيب ، وجاء الطبيب بعد ساعة وأخبرني ان القلب تعبان وقد تعرضت الى جلطة قلبية ، لابد ان تتعدي مرحلة الخطر ، ومن بعدها تبقين في الردهة الى حين يستقر القلب تماما ، قلت كيف يسترد القلب عافيته وانا لااعرف ما الذي يجري ولا يريد احد ان يخبرني ؟ ، سألت أمي :ـ هل بترت قدميه ؟ قالت نعم يا بنيتي ، وبيت عمي جاءوا ليسألوني هل ارتضيه زوجا ام افسخ خطوبتي ؟ قالت نعم يا أبنتي ، اتصلت فورا بحامد :ـ حامد ان فقدت قدميك فانا ساكون القدم التي تمشي عليها ، حامد لايمكن ان اتخلى عنك .. انفاسك تكفيني
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat