• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : أدب الفتوى .
                    • الموضوع : ربما هي اخر صرخاتي .
                          • الكاتب : تبارك صباح .

ربما هي اخر صرخاتي

 كلما تطرق الباب يخفق قلبي ، اشياء غريبة صارت تنتابني ،لابد ان شيء ما قد حدث مما اربك هواجسي ، لابد ان شيئا ما يحدث الآن على بيت عمي ، فهو منذ مدة لم يكلمني وانقطعت اخباره عني ، تغير حالي الى بؤس وقلق وهواجس مرعبة  ،اشعر ان الجميع يخفي عني امرا ما ، في عصرالخميس طرقت الباب ، خفق قلبي وهو يحدثني ان الواقف خلف الباب هو  ، ركضت  لافتح الباب واستقبله رأيت بيت عمي جميعهم عمي وزوجته والبنات  وهو غير موجود صرت اتوقع انه يريد ان يباغتني فختل ،  كانت ايام عاشوراء والجميع يرتدي ملابس الحداد على سيد الشهداء الحسين عليه السلام  ، فلا استطيع ان اميز حدادهم ، اول مرة ياتون بلا حامد ،  ويدخلون بهذا الشكل المرعب  ، الحزن بادي على الوجوه وما ان انظرالى وجه احدهم الا ويبكي ،  صحت  :ـ عمو أخبرني ما الامر  ؟  عمة  :ـ انا ضعيفة بنية لااحتمل هذا الصمت المرعب ، اخبروني ، هل استشهد حامد ؟ الكل صاح (اسم الله ) عقبت أمي  لاسامح الله يا أبنتي ، :ـ لماذا البكاء عمي ، عمتي ، أبي  ، أمي  ارجوكم اخبروني اكاد اموت  ، خارت قواي ولم استطع  الصبر  ، واذا بجهاز الموبايل يعلن وجود حامد :ـ يا الهي حامد أين انت  ، لماذا لم تتصل بي ؟لماذا قطاعتني  ، لماذا لاتزورنا كالسابق ، قال :ـ انا بخير ، اجبته :ـ لاياحامد انا أشعر أنك تتوجع ... تتالم ، تكاد تبكي اخبرني ارجوك ، ما الأمر لم يعد احد يحتمل وجع المحاورة الجميع صار يبكي  قال الامر بسيط انا تعرضت الى تفجير بالجبهة ، وبترت قدمي  ، انطلقت صرخة قوية موجعة ربما هي آخر صرخاتي  ، لااعرف بعدها شكل الدنيا، يبدو اني فقدت الوعي  ، نقلت الى غرفة الانعاش في مستشفى الحسيني ، ، لااعرف كيف فقدت الوعي؟ ، او كيف نقلت  الى المستشفى  ، وكم صار لي في الانعاش ، انظر الى الغرفة فأرى أمي واقفة تبكي ، اردت ان اسألهم ، ان اصيح ،  يبدو اني فقدت النطق  ، رحت اصرخ :ـ أمي  أين حامد ،:ـ   انه ينتظرك في البيت ، الحمد لله سمعت صوتي أخيرا ،  قلت لها لنذهب ما الذي يبقينا في المشفى ؟  قالت :ـ علينا ان ننتظر  الطبيب ،  وجاء الطبيب بعد ساعة وأخبرني  ان القلب تعبان  وقد تعرضت الى جلطة قلبية ،  لابد ان تتعدي مرحلة الخطر  ، ومن بعدها  تبقين في الردهة الى حين يستقر القلب تماما ،  قلت كيف يسترد القلب عافيته وانا لااعرف ما الذي يجري ولا يريد احد ان يخبرني ؟ ،  سألت أمي :ـ هل بترت قدميه ؟ قالت نعم يا بنيتي ، وبيت عمي جاءوا ليسألوني هل ارتضيه زوجا ام افسخ خطوبتي ؟ قالت نعم يا أبنتي ،  اتصلت فورا بحامد :ـ   حامد ان فقدت قدميك فانا ساكون القدم التي تمشي عليها  ، حامد لايمكن ان اتخلى عنك .. انفاسك تكفيني




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=184521
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 07 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13