في أزمة سعر الصرف
د . حميد مسلم الطرفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . حميد مسلم الطرفي

في الدول المتحضرة أو المستقرة عندما تحل بهم أزمة مالية او كارثة طبيعية تختفي أصوات التشفي والخصومات السياسية ويهرع الجميع لمد يد العون لمعالجة الازمة أو التقليل من نتائجها ، وان كان هناك من تقصير او قصور فلا تعلن اللجان التحقيقية نتائج تحقيقاتها الا بعد أشهر حيث تم احتواء الازمة .
- في الأزمات يتصدى للحديث والاعلام ذوو الاختصاص المحايدون سياسياً ليُنيروا الرأي العام بالاسباب والنتائج والعلاج بروح مهنية بعيدة كل البعد عن الاهداف السياسية التي تتصيد الاخفاقات حتى لو كانت من السماء .
- الأزمات تجعلك ترى عن قرب وتفرق بين عاشق الوطن وعاشق السلطة ، بين المحارب النبيل والمحارب الغادر ، وبين المؤتمن المخلص والمؤتمن الخائن ، وبين المواطن الواعي النبيه ومن هو على شاكلة الهمج الرعاع ينعق خلف كل ناعق .
- الانظمة السياسية الرصينة بامكانها ان تتحدى في الازمات والكوارث فتعلن لشعوبها اسباب الازمة ومن يقف وراءها وبامكانها ان تجند شعبها ليقف خلفها فيشاكس ويضحي ويصبر وينتصر ، اما الانظمة القلقة فانها في الازمات تخشى شعبها اكثر من عدوها ولا حيلة لها الا الرضوخ لمطالب الخصم ولو كانت على حساب كرامتها ومستقبلها .
- الهلع في الازمات والكوارث من طبع البشر وتهذيبه وتشذيبه مهارة مكتسبة تجيدها الحكومات المستقرة ذات التجربة الطويلة في الحكم ليس وقت الازمات وانما قبل حلولها ببرامج ودورات تنمية بشرية مستمرة وأخس المعارضين لأنظمة الحكم وأنذلهم من يوظف هلع الناس لمكاسب سياسية ، فاولئك كمن يتاجر بلحوم الموتى أو دمائهم النازفة . حمى الله العراق واهله من كل سوء .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat