يأتي الموت فجأة من دون مقدمات حيث يسرق منا الفرحة والسعادة، فيأخذ منا أحبتنا، ويفرق جمعنا ويخيم على قلوبنا الأحزان... قوافل ودعنا من الأصدقاء والأحبة تاركين ذكريات لا تنسى، ووحشة قاتمة من تلافيف مشاعرنا، فأخذت الحرب منا ما أخذت حتى حصدت آلاف الأرواح من حشدنا المقدس، وكذلك أزهقت أرواح أحبتنا ومعارفنا بجائحة كورونا، حتى جاء هذا العام يجرّ خطاه مثقلاً بالهموم والأحزان فسرق القدر منا ما سرق، سرق منا أحبة لا تنسى فضائلهم الخيرية، فبعضهم بصعقة كهربائية، وآخر يصارع المرض، ولكن لا يصمد.
أخذ التراب منا وجوها كنا نعشقها، لكن محال أن تسلب ذكرياتهم من قلوبنا يوما، فهي البقايا بعد الرحيل.
يقولون فراق الأحبة غربة وألم، لكن ماذا عسانا نقول فهذه إرادة من الله، لا يذيق أحدكم الفراق لأحبته بحق علي (عليه السلام)، علينا الاقتداء بأئمتنا وكيف كان الفراق حليفا لهم، ساعد الله قلوبهم.
ولكن يبقى المصاب الأعظم هو مصاب سيدتنا ومولاتنا زينب (عليها السلام)، فتحملت مصاب أمها فاطمة، وصبرت وتحملت مصاب المحراب، وصبرت وتحملت مصاب الحسن، والكبد المسموم، وصبرت وتحملت مصاب العباس وكفوفه، وصبرت وتحملت فراق الحسين، وصبرت وصبرت وصبرت ساعد الله قلبها المكلوم.
اللهم ارحم من أخذه الموت منا، اللهم ارحم من هم تحت التراب واجعل فردوسك لهم داراً.
الموضوع السابققناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat
.jpg)
