:ـ أتمنى أن أقابل شخصاً واحداً من خلية الأزمة.
:ـ وماذا ستفعلين به يا حاجة؟
أجابتني عمتي أم جاسم:ـ أريد أن أسأله سؤالاً واحداً، أريده أن يفهمني ما معنى التعايش مع وباء كورونا؟ يقولون: انه قرار صادر من خلية الأزمة، هل صرنا نعيش بقرار ونموت بقرار؟ إذا كان لخلية الأزمة مثل هذا القرار، لماذا جعلتنا نغلق أبوابنا طوال هذه المدة؟ ما معنى أن نعتكف في بيوتنا لا نتزاور ولا نتصافح، واليوم ما الذي تغير؟ هل تصالح الوباء معنا؟
لم تكتفِ العمة بهذا المقدار، وراحت تسأل: حقيقة أنا أريد أن أفهم، ما معنى التعايش؟ ما معنى أن نتعايش، كيف تعود الحياة لطبيعتها؟ التعايش يعني أن الوباء موجود، ونحن علينا أن نسايره ونراعي شؤونه، أن نموت مثلاً بهدوء...!!
قلت لها: حجية أم جاسم، ممكن تسمعينني.
قاطعتني:ـ أسمع ماذا؟ وهذا الصخب الذي ملأ قلبي من يسمعه؟ هل نتعايش لنموت أم لنعيش؟ كيف نعيش والوباء يهددنا؟ علينا أن نشعر بأن كل الناس مصابون بالوباء، فنحذرهم ونحن نتعامل معهم وعليهم أيضاً أن يضعوا في رؤوسهم أننا كلنا مرضى أيضاً، التعايش يعني أن نفتح محلاتنا وأسواقنا ونخرج للتسوق والتبضع.
قلت لها: عمة ام جاسم، أتسمحين لي أن أتحدث؟ صاحت العمة:ـ أنا أعرف ماذا تريد أن تقول، ستقول: علينا أن نعيش ضمن شروط السلامة والالتزام بمسافة الأمان حين نتكلم مع بعضنا، أن نتعايش مثل ما قلت لك من اجل الحياة.
قلت لها: عمة، انت من اين سمعت قرار خلية الازمة؟ قالت: مكملة جملتها: علينا ان لا نخرج إلا للضرورة، واذا خرجنا فيكون ضمن الشروط؛ لأن الوباء موجود وعلينا أن نتعايش، يعني أن ندخل المعركة بحذر.
صمتت لحظة، ثم قالت: الله يساعد كل شخص يعمل في خلية الأزمة، سأعلمكم أمراً ينجيكم من الوباء، ويخفف عنكم الداء، أكثروا من الدعاء وسترون.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat