استطلاع رأي (كيد النساء)
سوسن عبدالله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سوسن عبدالله

تجولنا باستطلاع الرأي لمعرفة المستجد من الرأي مع تنامي ثقافة المجتمع، هل ما زالت النظرة عن المكر والكيد خاصة بكيد النساء ومكرهن عبر الرأي في عشرات القصص التي حفظناها أم يعني أن علينا أن نحذر المكر إن كان من امرأة أو رجل؟
استطلاع قد ينجح وقد لا؛ كونه ورد عن ثبات الرأي، ووحدة البث والتأثير، فالتقينا الباحثة الاجتماعية (سعاد رسول عبد النبي)، فقالت:
اختلطت المفاهيم الموروثة مع الواقع المموّه الذي شهد انحدارا اخلاقيا عبر وسائط التواصل الاجتماعي والخداع والمفارقة والظفر بما يسيء الى شرف البنت مع وجود انحراف في العلاقات بين الطرفين، أجد أنّ الموضوع كلّه تابع الى تربية الانسان في بيته وتحلّيه بالإيمان.
ــــــــــــــــــــــــــــ
الدكتورة فضيلة عارف - جامعة الموصل:
الكثير يتحدث عن كيد النساء، ويتناسون عن عمد مكانتها وصدقها وعفتها، وإن مثل هذا التركيز يترك مجالا واسعا للإعلام المحرض الذي يستغل مثل هذه الثغرات؛ ليعتبرها ضمن ظلم المجتمع للمرأة، فيستشهدون بآية «إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ»[سورة يُوسُفُ: 28].
الكلام هنا من قول عن لسان عزيز مصر، وهو رجل كافر ولم يعقب القرآن بشيء، وكان كيدهن من أجل الحب، لا أحد يقف عند قوله تعالى وعلى لسان النبي يعقوب: «قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً...»[سورة يُوسُفُ: 5]، الحديث قلنا عن لسان نبيّ، والكيد من أجل المنصب والمكانة عند أبيهم، يعني كيد الرجال.
ــــــــــــــــــــــــــــ
نوح عبد الله – معلم:
صفة الكيد يشترك بها الرجل والمرأة، لكن المعروف أن كيد المرأة يتمثل بالشيطان كما أورد التاريخ لنا الكثير من القصص حول كيد النساء وممارسة الألاعيب وحيلها ضد الرجل، لم نسمع يوما قصصا تروي عن كيد الرجال، وهنا لا يسعني تزكية الرجل عن الكيد، وانما يعني أن كيد المرأة أكثر أذى لحساسية وضعها الانساني.
ــــــــــــــــــــــــــــ
زينب رضا حمادي – شاعرة:
لدينا موروثات ثقافية اجتماعية تختلف من مجتمع الى آخر، وتتفق الى حدّ ما مع بعضها، ولا يثير هواجس؛ كونهم يفهمون النصوص الشرعية فهما سطحيا.
تطور الوعي الانساني أنصف اليوم عندنا في العراق المرأة، فهي الأم التي تأخذ تحية لنعش ابنها، وهي الزوجة التي تحمل أمانة وطن وأولاد وتصون العرض والكرامة.
ويبدو أن الماكينة الاعلامية تريد أن تمكر بهذا الوفاء الانساني وتشوّه صورة المرأة، فيقول بعضهم: إن النبيّ استعاذ من قهر الرجال، أو نجد بعضهم يكرر بأنهن ناقصات عقل ودين، فإذا كان كيد النساء عظيما، فدهاء الرجال أعظم.
ــــــــــــــــــــــــــــ
مهدي باقر البحراني - أستاذ فلسفة:
قيل إن الكيد مكر النساء، هذا هو التحليل الساذج؛ لأن الكيد أصلا هو كيد الضعفاء الذين لا يستطيعون مواجهة المواقف مباشرة، ليتحول الضعف الى قوة يتم مزاولتها في الخفاء، وكلما زاد ضعف الشخص زاد مكره وكيده والعكس صحيح بالنسبة للقوي الذي يثق بنفسه.
ــــــــــــــــــــــــــــ
الخلاصة:
نجد أن هناك يقظة في الفكر والضمير، يقظة تنصف المرأة، فهناك من جعل التخوين لازمة للطعن من أجل نشر اعلانات التحرر الزائفة، وهناك من الشباب من ينظر بأن الكيد هو صفة قائمة بذاتها إن كان لرجل أو لامرأة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat