في ذكرى شهادة الضامن: ولايته شرط للأمن من العذاب
عبد الناصر السهلاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد الناصر السهلاني

هكذا يبين لنا الامام علي بن موسی الرضا (صلوات الله وسلامه عليه) في الحديث المعروف بسلسلة الذهب وهذا نصه:
"عن إسحاق بن راهويه قال لما وافى أبو الحسن الرضا عليه السلام نيسابور فأراد أن يرحل منها إلى المأمون اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له: يا بن رسول الله ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث نستفيده منك - وكان قد قعد في العمارية فاطلع رأسه - وقال سمعت أبي موسى بن جعفر يقول سمعت أبي جعفر بن محمد يقول سمعت أبي محمد بن علي يقول سمعت أبي علي بن الحسين يقول سمعت أبي الحسين بن علي يقول سمعت أبي علي بن أبي طالب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول سمعت جبرئيل يقول سمعت الله عز وجل يقول: لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي - فلما مرت الراحلة نادى - بشروطها وأنا من شروطها." (عيون اخبار الرضا: ج2، ص145)
وبنفس هذه السلسلة الذهبية ينقل الامام الرضا الحديث القدسي:
"ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) حصني فمن دخل حصنى آمن من عذابي" (عيون اخبار الرضا: ج2، ص146)
فمرة لفظ التوحيد هو الحصن، ومرة لفظ الولاية هو الحصن، وما هذا الا لكون المفهومين يصبان في شيء واحد وهو الايمان الذي يريده الله تعالى لا الايمان الذي يريده العبد بمزاجه، فقبول توحيد الله تعالى بعد البعثة المباركة للنبي الاعظم لا يتم الا بولاية اهل البيت فهي الشرط لذلك.
🔹 هذا المعنى مستفيض بل متواتر ذكره في التراث الواصل الينا من اهل البيت (عليهم السلام)، ولا ينكره، او يشكك فيه الا قصير الباع في العلم والتعلم، كبعض المتمرجعين واضرابهم الذين ظهروا في الآونة الاخيرة.
هذا البعض (اذا احسنا الظن فيه فهو) فقير الادراك لمعارف الدين، متغرب تائه في مسالك الانحراف، يأخذ مفاهيمه من الغافلين، يسلم عقله الى كل من هب ودب، بحجة (الموضوعية) و (التجرد) و (التعقل) الى غير ذلك من العبارات الرنانة التي يلوكها بلسانه، وهي لا شأن لها في المقام.
فمن يلقى الله تعالى وهو منكر لامامتهم و ولايتهم وآخذاً للدين من غيرهم متعمدا او جاهلا مقصرا فمآله الى الخسران.
فشرط قبول التوحيد الذي يريده الله تعالى هو ولايتهم (عليهم السلام)، ولا يعذر في ذلك الا من كان جاهلاً قاصرا، فيوكل امره الى الله تعالى.
🔹 الشيخ الصدوق (قدس سره) ينقل لنا في كتابه (عيون اخبار الرضا) دررا اخرى عن الامام الرضا (عليه السلام) عن آبائه عن جده (رسول الله صلى الله عليه وآله) في هذا المعنى، منها:
* "مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى، ومن تخلف عنها زج به في النار"
* "النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لامتي"
وفي حديث قدسي ينقله الامام الرضا عن آبائه عن النبي (صلوات الله عليهم اجمعين) عن جبرئيل عن اللّه تعالى قال:
* "من عادى أوليائي فقد بارزني بالمحاربة، ومن حارب اهل بيت نبيّي فقد حلّ عليه عذابي ومن تولّى غيرهم فقد حلّ عليه غضبى، ومن أعزّ غيرهم فقد آذاني ومن آذاني فله النار"
🔹 واما ماورد عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في هذا المعنى المتواتر فيكفينا نصوصه في نهج البلاغة:
يقول أمير المؤمنين في مقامات اهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعین) ضارباً (موضوعية وتجرد وتعقلن) البعض عرض الجدار:
* "لا يقاس بآل محمد صلى الله عليه وآله من هذه الأمة أحد ولا يسوی بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً. هم أساس الدين. وعماد اليقين. إليهم يفئ الغالي. وبهم يلحق التالي ولهم خصائص حق الولاية. وفيهم الوصية والوراثة"(خطبة 2)
* "انظروا أهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم واتبعوا أثرهم فلن يخرجوكم من هدى، ولن يعيدوكم في ردی، فان لبدوا فالبدوا، وإن نهضوا فانهضوا. ولا تسبقوهم فتضلوا، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا." (خطبة 97)
* "هم عيش العلم وموت الجهل، يخبركم حلمهم عن علمهم، وصمتهم عن حكم منطقهم. لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه. هم دعائم الاسلام وولائج الاعتصام، بهم عاد الحق في نصابه، وانزاح الباطل عن مقامه، وانقطع لسانه عن منبته. عقلوا الدین عقل وعاية ورعاية، لا عقل سماع ورواية. فإن رواة العلم كثير ورعاته قليل" (خطبة 239)
والسلام على ابي الحسن الرضا يوم ولد ويوم رحل مظلوماً ويوم يبعث حياً .
والحمد لله اولاً وآخراً وصلى الله على محمد وآله أبدا
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat