صفحة الكاتب : ساره صالح

الذكاء الاجتماعي
ساره صالح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كثيراً ما نسمع أو نقرأ عن الذكاء الاجتماعي أو الأذكياء اجتماعياً، لكن لا ندرك ما المقصود بالذكاء الاجتماعي، فبعض الناس يعتقد أنه شق من الذكاء العلمي أو الدراسي المتعارف عليه بين الناس، ويقرنون بين التفوق العلمي وقدرة الشخص على التواصل مع الغير؛ على الرغم من أن كثيراً من الأذكياء علمياً فاشلون على النطاق الاجتماعي والتواصلي مع بقية الأفراد في مجتمعاتهم، ويعانون لأنهم يمضون أوقاتاً طويلة بمفردهم. ومن أجل معرفة ماهية الذكاء الاجتماعي يرى علماء النفس أن له أشكالاً عدة أبرزها: 
1- القدرة على التصرف في المواقف الاجتماعية المختلفة، بقدر كبير من المرونة، بما يمكن الشخص من اكتساب مودة وتعاطف الآخرين.
2- القدرة على التحليل الاجتماعي من خلال اكتشاف مشاعر واهتمامات الآخرين ببصيرة نافذة. 
3- القدرة على تنظيم المجموعات والحلول التفاوضية، وإقامة العلاقات الشخصية مع الآخرين. 
4- تقبل النقد، وإذكاء روح النقاش، واحترام حق الغير في التعبير عن أنفسهم. 
5- إبداء المشاعر للآخرين، والتفاعل معهم ومشاركتهم في المناسبات المختلفة. 
6- القدرة على التخلص من المواقف المحرجة بأقل قدر ممكن من الخسائر. 
7- الاعتراف بالخطأ، والفشل والاعتذار عنهما بما يكسبه المزيد من الأصدقاء. 
8- سرعة التكيف مع أي وسط يوضع فيه، والقدرة الفائقة على استمالة الآخرين، وإقناعهم بوجهه نظره الشخصية.
ويضيف بعض الناس أن الذكاء الاجتماعي له جانب فطرى أصيل في النفس البشرية، حيث خلق اللهُ الإنسان ميالاً بطبعه إلى إقامة علاقات اجتماعية مع غيره من الأفراد، والتواصل الدائم مع من حوله لتبادل المنافع والخبرات، وهناك جانب آخر مكتسب، يكتسبه الشخص مع الممارسة والاحتكاك بالآخرين.
 وفي حياتنا العامة، نلاحظ هذا الجانب من خلال أفراد يستطيعون عمل علاقات متعددة مع غيرهم، ويؤثرون ويتأثرون، ويستطيعون التعبير عن أنفسهم دون أدنى درجات الخجل أو الخوف، فهم لا يفعلون ذلك مضطربين، ولا يبذلون جهداً له، وإنما يفعلون ذلك وهم مستمتعون به دون أدنى تكلف أو تصنع.
 وعلى الجانب المقابل، نجد أن هناك بعض الأشخاص يهابون العلاقات الاجتماعية، بل إنهم قد يُصابون بالخجل والتعرق من مجرد تواجدهم مع أشخاص آخرين لا يمتون له بصلة: كالتواجد في حفل مثلاً أو في قاعات الدراسة، أو حتّى في المواصلات العامة، وهو ما يعرفه البعض بـ(الإرهاب الاجتماعي)، أي: الخوف والخجل من التواجد مع أفراد آخرين لا يمتون للفرد بأي صلة. ويزداد الأمر تعقيداً إذا ما دُعي الشخص للحديث، فإنه عندئذ يستشعر موجة من الغضب والخوف والضيق، ويتمنى لو غادر المكان بأقصى سرعة، وإذا تكلم بدأ بالتوتر والتلعثم، وقد ينتهي الأمر به إلى مغادرته المكان قبل أن ينهي حديثه.
ولا نجد أعمق من وصايا أهل البيت (ع) التي تضع قواعد الذكاء الاجتماعي مع العدو قبل الصديق، ومن بينها قول امير المؤمنين (ع): (رفق المرء وسخاؤه يحبِّبه إلى أعدائه)،  وقوله أيضاً: (من أحسن المصاحبة كثر أصحابه)، وقوله كذلك: (ممّا تكتسب به المحبّة أن تكون عالماً كجاهلٍ، وواعظاً كموعوظٍ).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ساره صالح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/07/14



كتابة تعليق لموضوع : الذكاء الاجتماعي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net