صفحة الكاتب : عبد الناصر السهلاني

الاختلاف السياسي واباحة السخرية بالمؤمنين
عبد الناصر السهلاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  لو كان بعض الناس في هذا العصر حاضرا في زمن صلح الحديبية بين النبي (ص) وبين المشركين (الذين قتلوا وعذبوا كثيرا من المسلمين) والذي وصفه الله تعالى بانه فتح (انا فتحنا لك فتحا مبينا) لتسائل هذا البعض بسخرية، او شماتة: اليس هؤلاء   الشيطان الاكبر   الذين قتلوا عمه حمزة ؟! اين المبادئ اين القيم اين الشعارات ؟!!!  

  ونفس الشيء سيحصل من هذا البعض لو عاشوا زمن صلح الامام الحسن (ع) وقبول الامام الرضا(ع) لولاية عهد المأمون.  

  وقد حدثت بالفعل هذه السخرية والاستهزاء من بعض المعاصرين لتلك الاحداث.  

  🔹 هؤلاء المساكين في هذا العصر عندما يرون الامور تشتد بين المؤمنين والكافرين الظالمين، وتصل الى الحرب، بل تقع مقدماتها، لا ينبسون ببنت شفة، وكأنهم اموات، فنفوسهم يثقل عليها ان ترى ما لا يتمنون من مصداقية المؤمنين في عداوتهم للظالمين، ولكن عندما تهدأ الامور وتقتضي مصلحة المؤمنين المهادنة من موقع قوة وثبات وصبر، ظاهر لكل ذي عينين، تعاد لالسنتهم الحياة، ويبدأ تشويشهم، والايحاءات المريضة، والغمز واللمز بان ما حدث هو تنازل وضعف، ولم يكن من الاول عداءً حقيقياً !!! وكأنهم اصحاب نظر ثاقب ومن الاوحدين الذين يعرفون يقينا كيف تجري الامور وما هي النوايا والخبايا في النفوس.  

  🔹 ولو فرضنا ان المورد فيه عثرة للمؤمنين واضحة ثابتة بالقطع واليقين، فان تتبع هذه العثرة والتشهير بها مما يعد انتهاكا لحرماتهم، لهو من اشد المحرمات، حتى ان بعض الروايات وصفته بالقرب من الكفر، الى هذه الدرجة الحرمة مغلظة في مسائل حقوق المؤمنين والتعدي على حرماتهم.  

  *عن الامام الباقر (ع):   إن أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يوآخي الرجل الرجل على الدين فيحصي عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها يوما ما.   (الكافي: ج2، ص355)  

  *وعنه (ع) وقد اقبل الى الكعبة وقال:  

    الحمد لله الذي كرمك وشرفك وعظمك، وجعلك مثابة للناس وأمنا، والله لحرمة المؤمن أعظم حرمة منك...   (مستدرك الوسائل: ج9، ص46)  

  *عن أبي المأمون الحارثي قال: قلت لأبي عبد الله [الصادق](ع): ما حق المؤمن على المؤمن؟ قال:  

    إن من حق المؤمن على المؤمن المودة له في صدره، والمؤاساة له في ماله، والخلف له في أهله، والنصرة له على من ظلمه...   (الكافي: ج2، ص171)  

  🔹 هذا الصنف الذي يفتقر الى الانصاف والموضوعية مع من يخالفهم الرأي في الحدود المباحة الخاضعة للاجتهاد، موجود في كل عصر ومصر منذ ان اهبط الله تعالى نبيه ادم (ع) الى الارض، وسيبقى موجودا الى يوم يبعثون.  

  نسأله تعالى ان يرزقنا الصدق في القول والعمل، وان لا يجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، انه سميع مجيب.  

  والحمد لله اولاً وآخراً وصلى الله على محمد وآله أبدا  
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الناصر السهلاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/29



كتابة تعليق لموضوع : الاختلاف السياسي واباحة السخرية بالمؤمنين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net