المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي
الق علي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الق علي

نتيجة الانتقال من الحضارة الزراعية والحضارة التجارية الى الحضارة الصناعية ونجاح العلم في الوصول الى شرح مكونات الظواهر الصيدلية، توجهت انظار العالم الى العالم الذي كان في بداية مرحلة المادية لا يؤمن إلا بأشياء الواقعية المحدودة الملموسة.
فمن الطبيعي أن تلجأ الفلسفة والادب والفن الى اقتباس اساليب هذا العلم سعيا لتحقيق انتصارات متماثلة، فجاءت الواقعية في الفن والادب ومن سبل رصد الواقع اهملت الذات وألغيت المشاعر وانعزل الوجدان ومسكت الميول الشخصية لدى الفنان. اهم فنان هذه المدرسة هو (ادوارد مانسيه) اهتم الرجل بشؤون الحياة العصرية بروح العصر ليس فقط بمظاهره فأصبح لفنه الواقعي صفة اخرى لأن اسلوبه يتحرر من فكرة الفعل المحرف للواقع ومحاكاة ظلالها واخواتها وتجسيماتها، فخرج من محاولة تكوير الاجسام بواسطة التظليل الذي كان يحرص عليه الفنانون الاوربيون اشد الحرص منذ عصر النهضة من اجل مايسمى الالهام بالبعد الثالث.
وباستعانة من التكوير استغنى كذلك عن التظليل واستخدم الألوان في صدره مساحات مسطحة تقريبا معتمدا على اختلاف المساحات في الشكل ونوعية الألوان ودرجة كثافتها ليعمل على فنية الايحاء المنسجم؛ فاستطاع إن يعرض بالضوء وكأنه نابع من ذات الاجسام وشكل (هو ناريا دومييه حلفه) بين الرومانتيكية والواقعية لم يذهب الى عوالم الطبيعة بل اتسم شغله عالم الانسان فلم يعتمد على فلسفة معينة او تأثر باسلوب خاص في الفن وانما تأثر بواقع مجتمعه البرجوازي صدمه السخف والفساد والغرور الطبقي، فكان يسعى لفضح المجتمع ومثل هذه الواقعية الانسانية امتزجت بالشاعرية العالية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat