المبَلغين ونقل التشيع مسؤولية كبيرة وقضية عظيمة
الشيخ كمال معاش
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ كمال معاش

إن ممارسة التبليغ الإسلامي قضية في غاية الأهمية خصوصاً في جو القرى والأرياف، فغالباً ما نجدُ ومن خلالِ تجربة طويلة كنوزاً كبيرة في تلك المناطق، وأقول من المفروض علينا تشكيل هيئة أو لجنة ترعى إرسال بعض الأفراد المتخصصين في مجال التبليغ الإسلامي، وأنا أنقل مفردات من رحلتي إلى الشام في منطقة تسمى (تَل تَمر) وهي منطقة قريبة من مرقد الصحابي الجليل عمار بن ياسر (رضي لله عنه) وهناك إلتقيت ببعض المتشيعين فقمت بشرح فضائل ومنزلة أهل البيت (عليهم السلام)، إنطلاقاً من الواجبات الملقاة عليّ وهي نشرُ فكر أهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) وقضية الإمام الحسين (سلام الله عليه) فتحركت في مناطق أخرى حاولت خلال هذا التحرك تعريف الناس بشخصية الإمام الحسين (عليه السلام) فذهبت إلى هذه المنطقة (تَل تَمر) التي تعتبر فيما يخص العادات والتقاليد كالبادية فكان إستقبالهم جميلُ جداً وتحدثنا في أمور كثيرة تفاعلوا معها وكانوا لأول مرة يسمعون بقضية الإمام الحسين (عليه السلام) وما جرى معه وأهل بيته (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) وحقيقة تأثروا جداً مع العلم إنهم من الطائفة الأخرى (السنة) وقد نقل لي أحد المتشيعين هناك إن عندهم بعض العجائز يربطن على اكتافهن عصابة سوداء فسألته عن السبب؟ فأجاب إنهن يفعلن ذلك مواساة لفاطمة الزهراء (سلام الله عليها). فقلت له (إنكم كسنة لا تعترفون بهذه الأمور) فأجاب بلهجته:( ولو..ولو) فسألته لماذا إختارت النساء الكتف فأجاب: لما أتى القوم ليأخذوا علي (عليه السلام) للبيعة فوقفت فاطمة (سلام الله عليها) وراء الباب وأسندت الباب بيدها فضربها القوم على كتفها حتى أصبح كالدبلج من كثرة السواد... فنساءنا يواسون الزهراء (سلام الله عليها) بلف هذه العصابة السوداء كما نُوصي الدفان أن لا يرفع هذه العصابة عند الدفن وذلك لكي تشفع (سلام الله عليها) لهن في الآخرة.
فعلينا أن نكتشف هذه المفردات في هكذا مناطق يعيش فيها أبناء الطائفة السنية وكذلك من أجل الوقوف على الأمور والآثار التي لا تظهر إلا من خلال معايشة ومخالطة الناس وهناك الكثير من المتشيعين لا يظهرون تشيعهم وذلك للتقية.
كما ذهَبت إلى قرية من قرى (دير الزور) والتي يعيش فيها أكثر من نصف مليون (سيد) لكنهم من السنة (البكارة) وهم غير العلويين أي من أولاد الإمام الباقر (عليه السلام) وسألته ما هي أسباب انتقالك إلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) فأجاب: أنا كنت أمشي في طريق دير الزور ورأيت (بسطة) لبيع الكتب ومن بين الكتب التي رأيتها كتاب يسمى (علي بن أبي طالب) فأخذته لأقرأه وفي ذلك اليوم لم أنم إلى بعد قراءة الكتاب بأكمله وفي صباح اليوم الثاني أعلنت تشيعي..
وأنا حسب تصوري لو أن هناك طريقة نموذجية وعملية تصل للجميع من أجل تعريف عامة الناس بحقيقة أهل البيت(سلام الله عليهم) لكان العالم بأكمله قد تَشيع.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat