مع ذكرى فتوى الدفاع المقدسة علينا ان نتذكر
ساره صالح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ساره صالح

كل خبر له وزنه ومحتواه. وكل عنونة لها ثقلها في عالم الصحافة. وللمبالغة في اشتغالاتها شؤون. وإذا ما تغيرت الأوزان والفحوى والأحجام، ضاع الحابل بالنابل، وارتبكت الرؤى تحت عناوين مبهمة. فالخبر مهم نعم. ومأساوي نعم. لأن نصب الحرية يمثل رمزا عراقيا لا يستهان به. والنصب يتعرض للسقوط !! لا أحد منا ينكر أهمية الخبر أو النصب أو المنصوب، ولكن لا يعني هذا أن تتصدر جرايدنا الوطنية، أنواع النائحات وندب النادبات:{وا ويلي على النصب... وا ويلاه}. ولا يمكن بحال من الأحوال، اعتبار النصب كما ورد في أغلب الصحف على أنه قدس الأقداس. فالنصب يمكن معالجته من خلال مراجعات أحزاب تلك الصحف إلى أصحاب الشأن بترميم النصب، وانتهى كل شيء بسلام.
السؤال المحرج فعلاً هو أين كانت معظم تلك الصحف عند تفجير سامراء، لماذا لفها الصمت؟ ولم تتحمس مثل هذا الحماس الوطني !! فهل يا ترى نصب جواد سليم، أقدس من مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء؟ أم أن النصب أكثر أهمية تراثية؟ أم أكثر قيمة من المرقدين المذبوحين من الوريد إلى الوريد؟ ومن ثمة كيف لهذه الصحف أن تغض الطرف عن المطالبة بعمران المرقدين الشريفين، أو على الأقل تطمين الناس، بما آلت إليه أمور البناء، حقيقة كان يمكن بقاء المرقدين مهدمين،لولا حكمة المرجعية الرشيدة والتي رعت بنفسها إعادة التعميربنفسها وبامكانية العتبات المقدسة ، لااحد يرى ان تفجير المرقدين هو انكسار للوطنية العراقية، وعار على الهوية العراقية. فعلى جميع الصحف العراقية،ان تتذكر وتذكر ماذا كانت مطالبهم بدلاً من هذا الصريخ العويلي على نصب يحتاج إلى ترميم لإدامته فقط. وليس هناك من يضع شروطا واهية للبناء، لماذا لا تعلن تلك الصحف عن إشاعة المطالب الإرهابية، التي كانت في حينها لمعرفة حجم المؤآمرة ونحن نعيش ذكرى الفتوى العظيمة ، حين أشيع بين الناس، أن الجماعة يطلبون بناء مرقدي سامراء، بلا مآذن، والضريح بلا ذهب، والأذان بلا {أشهد أن علياً ولي الله} والمرقدين بلا زيارة...(وما عشت أراك الدهر عجبا) !!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat