الإمام المهدي(عجل الله فرجه)
مهند البراك
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مهند البراك

صاغت المعجزات قدراً من النبوءات التي ارتبطت بامتداد المسيرة الحياتية، لتكون لنا معالم أرشادية مؤثرة تدخل ضمن رؤى النسيج الإيماني العام، وتصل ضمن تفاصيل نهضوية إلى يقظة الرسالة المحمدية نفسها، وكأن الأيمان بها معبرا يؤدي إلى مفاهيم الإيمان بالوحي والرسالة، فأي معجز غيبي من المعجزات التي شكلت الوعي المسلم مساحة تصديقية واسعة، إعتـُبرت من ضروريات المرتكز الإيماني كيوم الحساب والجنة والنار، كما أخبر الرسول (ص) عن معضلات الفتن التي ما زال بعضها في طي الغيب. ومثل هذه الإشراقات هي حجة قائمة بذاتها كقيمة من قيم الإيمان والحلم وإمتحان الله لعباده، وهذا هو المكون الأول لعوالم الغيب، تفاعل طري لمعادلة تمتد من الماضي- الحاضر- المستقبل أي من زمن الدلالة إلى سببها (الهدى) منطلقة إلى رحابة المستقبل كسياق زماني متصل ببعضه وانقطاع الإنسان عنه بالموت مع الإيمان يعني المواصلة (الهداية) ومثل هذه الغيبيات لعبت دورا مميزا لامتدادها العميق للرسالة المحمدية التي قدمت الحجة لكشف الغيب لإنطلاق المسيرة بعد وفاته تحت سقف الإمتحان لإنقاذ الإنسان من الفتن المهلكة وهناك الكثير منها: كالدخان والدابة وخروج يأجوج ومأجوج ونزول عيسى بن مريم وخروج الدجال وطلوع الشمس من مغربها وكانت علامات الكشف التي حفل بها التاريخ الرسالي هي دعوى للإيمان بالله، ومثل هذه الكينونة الغيبية كانت مسيرة متصلة بحضور دائم فهو أخبر بالأذى اللاحق بأهل بيته من بعده وأخبر علياً(ع) بمعاناته وعن حرب الناكثين والقاسطين والمارقين وعن ساعة مقتله وهوية قاتله، وأخبر الحسين (ع) بمجريات كربلاء والكثير من العلامات الغيبية كانت دلائل إيمان شكلت بنى وثاقية لكونهم إستدلوا ببعضها الذي تحقق بعدما كان غيباً فصار المستقبل الغيبي جزءا من ماضي الرسالة المحمدية وحاضرها والإيمان التام بأن جميع المسيرات التي انحرفت عن ميثاق الفطرة وأشركت بالله، يقف تحتها صناع الفتن وأصحاب الأهواء وجلاد الشعوب وجميع الظالمين سينتضمون وراء قيادة الدجال لحرب المهدي (عج).
يقول الشوكاني: (إن الأحاديث الواردة في ظهور الإمام المهدي متواترة) وقال صاحب عون المعبود شرح سنن أبي داود: (لا بد من ظهور رجل من أهل البيت يظهر العدل ويتبعه المسلمون ويُسمى المهدي).
وخرّج أحاديث المهدي جماعة من أئمة السنة منهم الترمذي وابن ماجة والبزار والحاكم والطبراني وأبو يعلى، بينما نجد هناك من ينفصل عن الجماعة ويأبى إلا العزلة عن الحق مثل رحمن بن خلدون في تأريخه محاولاً تضعيف أحاديث المهدي كلها فلم يصب بل أخطأ.
وبشهادة صاحب التاج الجامع للأصول: (لقد أخطأ من ضعّف أحاديث المهدي).
ويضحكنا كثيراً ابن كثير في البداية والنهاية إذ يقول: لا شك إن المهدي هو ابن المنصور، ثالث خلفاء بني العباس، ولكن عموم الفضاء التدويني يشير إلى وجوب الإيمان بخروج المهدي كما هو مقرر عند أهل العلم ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة لتنسجم مع وصايا النبي (ص) الكثير من المدونات التي أخضعت الفضاء الإيماني إلى معايير أحداث كبيرة تشيد معطيات المرحلة (القاعدة) كمنجزات فعلية بشر بها نبي الهدى (ص)، مثل فتح الصين والهند وجبل الديلم وقصم ظهر الروم وفتح القسطنطينية ومقاتلة اليهود وملء الأرض قسطاً وعدلاً.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat