صفحة الكاتب : مهند البراك

الملابس الممزقة وموضة التخلف
مهند البراك

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لو قدم لك أحد افراد أسرتك أو احد اصدقائك مثلا هدية ،وعند فتحك لهذه الهدية واذا بها بنطال ممزق او سترة ممزقة ،فيا ترى كيف ستكون ردة فعلك؟

طبعا الانسان العاقل ،لايرضى بذلك ولايقبل بهكذا هدية ويبدي عليه الانزعاج ،بل ويعتبرها إهانة بحقه.

ومن المضحك المبكي في زماننا هذا إن هذه الملابس الممزقةاصبحت آخر صيحات الموضة،وقد ضجت بها الاسواق ،وتصرف مبالغ طائلة لشرائها !

وهي من الظواهر الغريبة والدخيلة على عادات وتقاليد المجتمع العربي بصورة عامة وعلى الشارع الكربلائي بصورة خاصة ،وقد لاقت رواجا كبيرا بين الشباب ،وحقيقة هي ظاهرة تشمئز لها الانظار ،ومع شديد الاسف إعتبرها معظم شبابنا اليوم ومن كلا الجنسين موضة ،بل واعتبروها تطورا وتميزا وأناقة ،بالرغم من انها مخالفة للذوق العام اولا ،ولتعاليم ديننا الاسلامي ثانيا ،ولعادات مجتمعنا ثالثا ،وهي ايضا صورة من صور التخلف الحضاري …

لقد غفل هؤلاء الشباب من إنهم اصبحوا ادوات تتلاعب بها افكار الغرب المسمومة،الذين ليس لهم هم سوى جمع الاموال وتحريف سلوكيات شبابنا ،حتى اصبحوا طعما سائغا لهم ،وحسب اعتقادنا إن هذه الموضة هي من أكثر الموضات جرأة ،ففي الحالة الطبيعية حتى الانسان الفقير يرقع ثوبه ولايتركه ممزقا -الا ماندر-الا اننا نرى اغلب الشباب اليوم يخرج بهذه الملابس الممزقة في كل مكان دون حياء ،غير آبهين بتعاليم الدين ولا بتقاليد مجتمعهم ،بل. وصل الامر الى ارتدائها في المدارس والجامعات من دون ردع من أحد،

ويعتبره البعض حرية فردية وقناعة شخصية ولا يحق لاحد ان يتدخل …قد يعود ذلك الى ميل اغلب المراهقين الى تقليد المشاهير من نجوم الفن والغناء ، والمسايرة العمياء للموضة حتى وان كانت خلاف الذوق العام ،وللاعلام الضال دور خطير في اقبال الشباب على تلك الازياء وتأثيره على عقولهم ،و نلاحظ ذلك من خلال مواقع التواصل والفضائيات التي تبث انواع البرامج اللااخلاقية ،والافلام والمسلسلات التي يظهر فيها الممثلون والممثلات وهم يلبسون الملابس الخليعة وشبه العارية ،وبسبب مايعانيه هؤلاء الشباب من فراغ فكري ،فيتأثرون بتلك الثقافات المنحرفة ،كما ان عدم المتابعة المستمرة من قبل الوالدين له أثر على ذلك ،فنجد ان الوالدين لا يوجهون اولادهم على السلوك الصحيح وتركهم يتصرفون دون حدود او قيود حتى في طريقة لباسهم ،ممايجعلهم عرضة للانحراف واللامبالاة ، ومن هنا يأتي الدور الكبير للاسرة والمدارس والجامعات في توجيه الشباب وتوعيتهم حول مايحاك ضدهم من خطط خبيثة من قبل الحضارة الغربية .وان التقليد الاعمى والتشبه بهؤلاء الكفرة قد يؤدي بهم الى الانزلاق نحو الهاوية والرجوع بهم الآف السنين الى الوراء ،ويجب ان يفهم شبابنا بإن التطور والتميز لايكون بمسايرة آخر صيحات الموضة ،انما يكون بالعلم والمعرفة ومواكبة ماتوصل اليه العالم من تقدم وتطور في التكنلوجيا الحديثة،

لذا لابد من وضع قانون صارم يمنع إستيراد هكذا ملابس منافية لاخلاقيات وسلوكيات مجتمعنا العربي والاسلامي ،وعادات وتقاليد بلدنا والا فأن موجة الانحراف تزداد سرعة الى درجة لانستطيع السيطرة عليها ،فتزداد الامور سوءا أكثر مما هي عليه.. وعلى اولياء امور الطلاب خاصة ملاحظة ما يلبس ابنه عند ذهابه الى المدرسة فقد طفح الكيل ووصلت العبارات المكتوبة على مثل هذه الملابس حدا لايمكن السكوت عليه والى الله المشتكى .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهند البراك
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/03/05



كتابة تعليق لموضوع : الملابس الممزقة وموضة التخلف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net