صدى الروضتين ومقومات الهوية الثقافية
مهند البراك

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 مصداقية الأخبار واجب من واجبات الإعلام الملتزم وأمانة نقل التاريخ، هو تجسيد بمعنى الأمانة الثقافية.

صدى الروضتين هي إحدى المراكز المهمة لمصدر الحقيقة التاريخية، وتمثل الواقع عبر التواصل مع امتدادات الرمز التاريخي، ممكن أن نطلق عليها حماية الفكر والتاريخ عبر المعرفة والاطلاع،
وهذا ما يحتاجه المجتمع اليوم، تقديم التاريخ والعلم والمعرفة عبر منهج أهل البيت "عليهم السلام" وحماية المتلقي من التأثر بالإعلام الإلكتروني، الذي تكثر فيه قراءة الأحداث التاريخية بإسقاطات سياسية، ووجهة نظر بعيدة عن الواقع.
بمناسبة إصدار صدى الروضتين عددها الخاص (خمس مائة) أرى أن الناس فعلا تحتاج هذا الوعي، تعودنا أن نقرأ فيها أكثر مما نكتب بها، كان لها الدور الكبير في مسرحة الشعائر الحسينية، وفي متابعات نقدية، وانطباعات للأدب الحسيني، ومهرجانات الاحتفاء بالمناسبات، مثل مهرجانات ربيع الشهادة، ومهرجان ربيع الرسالة، ومواكبة جادة ومصيرية في متابعة أصداء الفتوى المباركة لسماحة السيد علي السيستاني، ومتابعة بطولات الحشد الشعبي، أخبار وقصص وبحوث، ودراسات كثيرة، واستذكارات، وساهمت صدى الروضتين بنشر الوعي الفكري والمهني، فساهمت بإعداد الدورات، ودراسة فنون الكتابة، وكان لها تجربة كبيرة في مواجهة انتشار إشاعات كورونا، وتبليغ الناس بالمعرفة والانضباطية و الالتزام، وواظبت على زيارة مراكز الحجر الصحي، وإعادة التوازن الإعلامي في مواجهة مخاوف الناس، والتي ساهمت بعض الإصدارات الإعلامية من تضخيم واقع الخوف بمعطيات الأخبار المغلوطة، والمعلومات المزورة، فكان لصدى الروضتين "وإعلام العتبات المقدسة" ترصين هذا الجهد ووثقت كل إحداثيات هذه المرحلة، وساهمت بنشر الوعي، عبر تقنية تدقيق الحقائق والسيطرة الفاعل على ترسبات الإشاعات والحقائق المغلوطة في الفضاء الإلكتروني الساعي لتشويه الحقائق لهذا كانت هي صوت من الأصوات المعبرة عن موقف المرجعية المباركة، لابد لنا ونحن في العدد 500 من مجلد صدى الروضتين أن نبحث معرفيا في هذا الإصدار.
وبالفعل هناك عدة دراسات عليا بحثت عن "صدى الروضتين" رسائل وطروحات أكاديمية، كونها مثلت النموذج الإعلامي الثقافي الفكري.
وعندما يقتحم العالم الإعلامي الواقعي المسؤول الملتزم فضاء الإعلام الافتراضي المدعوم من التحزبات المتنوعة الانتماء، بل مختلفة النوايا، نحتاج حينها إلى قوة ترتبط بالمعرفة المهنية والثقافة التاريخية بمنهجية أهل البيت "عليهم السلام" وترسيخ ثقافة المنهج الرسالي بين الناس، كونها هي الثقافة الحقيقية والإعلام الوطني والإنساني المرتبط بالدين والوطن والإنسانية

الموضوع السابق يرجى تصحيح المسار يا جماهير الكرة..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat