17/3/1999 الحدث المؤلم والمنسي !
احمد البوعيون

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في العام الماضي حينما بدئنا بكتابة بحث التخرج أنا وزميلي لتقديمه لمجلس الكلية وقع خيارنا على موضوع انتفاضة 17/3/1999م في مدينة البصرة ،وهي الانتفاضة التي قام بها أتباع الشهيد الصدر الثاني بعد شهر من اغتياله على يد سلطة البعث في 19/2/1999م .

 

كانت الفكرة بسيطة هي أرشفة ولملمة تاريخ وأحداث انتفاضة بصرية أوشكت على الاندثار ووضعها بكراس مناسب يكون مرجعا وهوية تعريفية لمجمل أحداثها ونتائجها بشكل أكاديمي منظم ، حيث لاقينا من أساتذتنا وزملائنا الطلاب روحاً تشجيعية عالية وهمة قل نظيرها لدعم البحث الموسوم وأبدى الجميع حماسة ،وعرض علينا خدمات كثيرة وهذا أمر سرنا وأفرحنا وأثلج صدورنا لأننا سنساهم بشكل بسيط لرد جميل لأناس بذلوا دمائهم من اجل غيرهم، وهذا ابسط جميل ترده لهم في بحث سيكون على شكل كراس بسيط ، لكن البحث وعملية تقصي أحداث الانتفاضة ولملة وثائقها واجهة صعوبة وحقائق مؤلمة لا أريد أن ادخل في تفاصيلها بل اعرضها بشكل مجمل علني أعود للتفاصيل في فرصة ثانية وهي كالأتي:ـ 

 

1ـ أن كثيرا من رموز ألانتفاضه لا يزالون حاضرين ومعروفين لكثير من الناس ويشهد لهم الكثير بالإخلاص ، لكنهم مغيبين وغائبين ، مغيبين ممن سرق الانتفاضة وغائبين لبساطتهم ولإخلاصهم لقضيتهم وعدم المتاجرة بها .

 

2ـ إن كثير من وثائق الانتفاضة لا تزال موجودة ، كوثائق الإعدام ووثائق تهديم البيوت ومصادرتها ووثائق أخرى ، لكنها مبعثرة وغير محفوظة بشكل جيد وتفتقر إلى الأرشفة النظامية والحفظ المهني الذي يجنبها التلف والفساد.

 

3ـ أن ممتلكات عوائل الشهداء من بيوت وأراضي لا تزال مصادرة حسب قرار مجلس قيادة الثورة المنحل ولم تستطيع الحكومة إلى ألان رفع قرار المصادرة أو إلغاءه أو تعويض العينات المصادرة .

 

4ـ إن الضرر الذي وقع على المنتفضين وذويهم وعوائلهم وأقربائهم وأصدقائهم ومن ارتبط بهم سواء من اعدم أو القي القبض عليه أو حكم بالسجن أو هجر أو هاجر يتجاوز 5000الاف شخص بين شاب وطفل و امراءة وشيخ، وهو يوازي مأساة حلبجة أو مجازر دير ياسين أو صبرا وشاتيلا وغيرها من المجازر العالمية .

 

5ـ إن كثير من مسؤلي الحكومة المركزية والمحلية لا يفرق بين انتفاضة آذار الشعبانية 1991م وبين انتفاضة 17/3/1999م  بل إن البعض لا يسميها انتفاضة تصغيراً لها وانتقاصاً منها .

 

6ـ إن وجود ظاهرة الأحزاب الكبيرة والكثيرة وظاهرة الانشقاقات أذابت شخصيات وأحداث مهمة من رموز الانتفاضة بين تلك الأحزاب ما افرز ضياع لهوية بعض المنتفضين ممن انخرط في تلك الأحزاب أو لفه النسيان والإهمال .

 

7ـ رغم العدد الهائل من الفضائيات ووسائل الأعلام إلا أنها تمثل واجهه لحزب أو جماعة وتعمل بروح عنصرية ولا تنفتح على الآخر ما اثر سلباً على التعريف بالانتفاضة وكذلك قلة ما في اليد لعمل فلم وثائقي مناسب يسلط الضوء على أحداث الانتفاضة جعلها بعيدة عن الأضواء الإعلامية  .

 

هذا بشكل مجمل ما وجدناه من خلال بحثنا في موضوع انتفاضة 17/3/1999م وأحداثها ونتائجها وقد وجدنا في هذا التاريخ من عام 2001م مأساة أخرى متمثلة بغرق عبارة في المحيط بين استراليا واندونيسيا تحمل عدد كبير من اللاجئين العراقيين راح ضحيتها أكثر من 250 لاجئ معظمهم من النساء والأطفال كانوا هاربين من جحيم البعث ومنهم من غادر العراق بعد 17/3/1999م ولاقى حتفه في المحيط بحثا عن الكرامة والحرية .

 

وإنا لله وإنا أليه  راجعون 

الموضوع السابق استجار من الرمضاء بالنار

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat