استجار من الرمضاء بالنار
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يبدو ان المسؤلين عن الاوضاع المعاشيه والاقتصاديه والامنيه في العراق طاب لهم الاستمرار في اطلاق الوعود والتصريحات عن قرب انتهاء الازمة المتشعبة والمعقدة التي يعاني منها شعبنا بكل فئاته وشرائحه الاجتماعية ، فالمسؤولون عن الامن العام مثلا ، يصرحون بعد كل جريمة يرتكبها الارهابيون ، بأن هناك خطة جديدة لمكافحة الارهاب ، قد أعدت وسيجري تطبيقها ، بل وتراهم يحددون أوقاتا، اسابيع احيانا وأشهرا أحيانا أخرى ، للحد من الجرائم ومن عمليات الارهاب ، دون ان يدري أحدا ماذا حققت الخطط التي أعدت من قبل ، لوضع نهاية لتمادي المجرمين في ارتكاب جرائم القتل والاغتيال والخطف ، والمسؤولون عن معالجة الاوضاع الاقتصادية ومكافحة تفشي الفساد والرشوة والبطالة ، وعلى الرغم من الاعترافات الصريحة للبعض منهم بوجود الفساد المالي والاداري ، لم يتخذوا أي اجراء جدي لمعالجة هذه الظاهرة الخبيثة ، ولم يتم تقديم المفسدين والمرتشين أمام محاكم علنية ، لكي تكون نتائج قضاياهم وما ارتكبوه من جرائم عبرة للآخرين من أمثالهم ، فالمسؤولون في بلادنا مشغولين في ايفاداتهم وفي تحصيل المكاسب الشخصية لهم وللمقربين منهم
لاوجــود له
وهكذا اهملت الخدمات الاساسية ، وتخلفت كثيرا عما كانت عليه من تخلف ، فالماء الصالح للشرب شحيح في معظم أحياء بغداد والمدن العراقية ، بل ولاوجود له في بعض هذه الاحياء وفي مدن عراقية عديدة ، وشبكات الصرف الصحي أصبحت غير صالحه لاداء الغرض المطلوب من انشائها ، أما الكهرباء فقد ظل الناس يسمعون عن شراء مئات الميغاواطات من هذا البلد او ذاك وبمبالغ زادت على المليار دولار سنويا دون ان يتحقق تحسن ملموس في تجهيز الطاقه الكهربائية للناس ، لافي منازلهم السكنية ولا في محلات عملهم او معاملهم وورشهم ، وهي بعشرات الالاف ، هذا فضلا عن توقف العديد من مصانع ومعامل القطاع العام ومعظم معامل القطاع الخاص ، بسبب شحة الطاقة الكهربائية .
بدون حلها لايمكن تحقيق شيء
وهناك قضايا اساسية أخرى لم يعمل المسؤولون أي شيء لمعالجتها ومنها مشكلة البطالة التي بدون حلها لايمكن تحقيق الامن والاستقرار ، ولا يمكن معالجة الاوضاع الصحية وظاهرات الفقر والتشرد ومن دون معالجتها فان جميع المشكلات ستضل قائمة، بما في ذلك ازمة السكن وتلوث البيئة وانتشار الامراض المعدية وغير المعدية و بسبب البطالة فان تردي الاوضاع التربوية والتعليمية وتدهور مستوياتها وتسرب التلاميذ من المدارس سوف لن تجد لها حلولا ناجحة بضل البطاله لذا فان معالجة البطالة تعد قضية حيوية لانها ترتبط بكل مفاصل الحياة ولكن القضاء على البطالة يتطلب القيام بدراسات علمية اكاديمية وميدانيه جريئة، ذات حلول عملية جذرية ، كتشغيل اليد العاملة اما الحلول من خلال التعيينات الحكومية في دوائر الدولة ، فليست هي الحلول النهائية والحاسمة ، ولو انها تسهم في امتصاص جزءا من البطالة ، خاصة اذا اشتملت على التعيين في دوائر معينه مثل التربية والتعليم العالي والصحه والخدمات وفي اجهزة الجيش والشرطة . ورغم ذلك فان التشغيل الكامل للايدي العاملة يتطلب تفعيل دور معامل القطاعات الانتاجية وتنشيط دور القطاع الخاص في الصناعة والزراعة .وبذلك فقط يمكن تصفية البطالة ، والمساهمة في تحقيق الامن والاستقرار للمواطن
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat