ذهبت السكرة وجاءت الفكرة
احمد البوعيون
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
احمد البوعيون

في مثل هذه الأيام ودع العراق والمخلصون في العالم الإسلامي شخصية أسلامية مزجت عملها بين الدين والسياسية والاجتماع وعلى مدى خمس عقود من عمر الناس وفي بلدان مختلفة من عالمنا الإسلامي الكبير انه الراحل الشهيد عزا لدين سليم .
ذاك الجنوبي الطيب صاحب الأفق الواسع والصدر الرحب والفكرة العميقة الناصعة الضاربة جذرها في العقل والموضوعية والواقعية ، رجل استثناء رحل في استثناء في ظرف استثناء وتلاقفه الوطن في مرحلة استثناء ، لينتج عاطفة استثناء من محبيه ومريديه عاطفة بريئة مخلصة قد تكون نتيجة هول الصدمة ،صدمة الفاجعة وصدمة الفراق إلى ما شاء الله من عمر الناس .
رغم أخلاص هذه العاطفة وهمتها والتي انحصرت بين أهله ومحبيه إلا أنها تمثل سكرة الفاجعة والكارثة وهي حالة طبيعية عندما يفقد عزيز لكن أن تستمر السكرة عقد من الزمان فهذا استثناء في عادات الناس والعاملين في المجال الثقافي والسياسي والاجتماعي ، فالعمل متوازن بين العاطفة والعقل بين الألم والإصرار على مواصلة العلاج بين الاستراحة والبدء بشوط جديد من العمل، وهذا ما رصدته خلال السنوات الماضية غلب لون العاطفة على لون الفكرة والتنظيم في نشر مآثر الرجل ، واعتقد لقد حان الوقت ليغادر العاملون في هذا المجال ومن يحبون رجال العراق سواء أكان عز الدين سليم أو غيره من الشخصيات أن يغادروا حالة العاطفة والبدء بعمل الأفكار ونشر الأفكار والتعريف للناس بمآثر الرجل ،
فعز الدين سليم ليس منتج وطني للاستهلاك المحلي تتناقل أفواه الهواة والمراهقين السياسيين وحماس وعاطفة الشباب ،وليس محصورا على بصرته فقط يجب أن يخرج من حالة المحلية إلى الحالة الوطنية العامة والحالة العربية والعالمية من خلال كتابات الباحثين الرصينة ومن خلال من عاشوا معه خلال سنين عمله كسياسي وكباحث والابتعاد عن الجانب السياسي في شخصيته إلى الجانب الثقافي والجانب الديني والأبرز هو الجانب ألاستشرافي وخاصية الحوار والإقناع التي كان يملكها ، فقد ذهبت السكرة وجاءت الفكرة .
وإنا لله وإنا إلية راجعون
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat