صفحة الكاتب : غسان الوكيل

السباق الى تل ابيب
غسان الوكيل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المراقب لما يجري من اعلانات للسلام بين الامارات واسرائيل وتبعتها البحرين قبل يومين ، يدرك بما لا يقبل الشك ان قائمة الدول العربية واتوقع الاسلامية التي ستبرم اتفاقات سلام مع تل ابيب طويلة ولن تنتهي بهاتين الدولتين.

والغريب بالامر، ان تبدأ هذه العملية من دول لا تحدها مع اسرائيل اية حدود ، والاغرب ان يتم الاعلان عنها في هذا الوقت الذي لم يتحقق فيه شيئا على مستوى النزاع التأريخي مع هذا الكيان الغاصب او تتحقق فيه آمال الشعب الفلسطيني المغلوب على امره او حتى يتم التشاور فيه مع الحكومة الفلسطينية صاحبة الشأن والعلاقة والمصلحة... بل الادهى من ذلك شكلت هذه الاتفاقيات ضغوطا غربية وامريكية على الحكومة الفلسطينية نفسها للتوقيع مع اسرائيل على اتفاقيات مماثلة دون ان يتكلف المحتل الغاصب اية تنازلات او يرضى بحل الدولتين بديلا للسلام المزمع.

ان القضية مع اسرائيل لن تحل باتفاقيات سلام ، لان المحتل التوسعي ببساطة لا يعرف معنى السلام ولا يؤمن به... والاختلاف معه متجذر وعميق لانه يتعلق باولى القبلتين التي تدنس كل يوم من المستوطنين المتعصبين اليهود وثالث الحرمين المقدس عند عموم المسلمين وحقوق شعب ضاعت ودماء ذكية سالت.

ان الحل يجد ارضيته الصلبة بالتنازلات وتحقيق المصالح لكلا طرفي النزاع عبر مجلس الامن الدولي ، ولن يأتي باتفاقيات منفردة تعقد هنا وهناك. لذا يجب ان يقف استمرار السباق نحو تل ابيب الذي يحدث بدون ثمن من خلال التالي:

  1. تشكيل جبهة رفض رسمية للضغط على كل من يريد توقيع اتفاقيات مماثلة تتولاها منظمة المؤتمر الاسلامي مثلا ، ولبيان مواقف الدول العربية والاسلامية علانية مما يجري.
  2. حشد الفعاليات الشعبية للتثقيف ضد سياسة الركوع والخنوع للضغوط الامريكية ، وللضغط على الحكومات العربية لاتخاذ موقف من الدول التي توقع مع اسرائيل.
  3. تنظيم خطاب الفعاليات الدينية المعتدلة لتوضيح الموقف من السلام مع اسرائيل ، ولما له من تأثير ايجابي في تحريك مشاعر الجمهور وللضغط ايضا على الساسة قبل اللحاق بالركب المسالم.

وبعيدا عن الموقف الجيوسياسي في المنطقة وسياسة المحاور ، فان خطوة الامارات لم تأتي من فراغ ، لاننا عرفناها سباقة في كل شيء حتى في مجال الفضاء مؤخرا ، بل انها ادركت تمام الادراك ان هناك توجها واسعا لفتح صفحة جديدة في الشرق الاوسط تزيل الخلافات التأريخية مثل القضية الفلسطينية وارادت ان تكون اول من يطلق شرارتها. لكن ازالة الخلافات لا يتم بدون اتفاقات وضمانات وقرارات اممية ولن تأتي الخطوات المنفردة الا بالضرر على اصحابها ، وتزيد من تنكيل المحتل بالشعب الفلسطيني ، وتوقع الخلاف بين دول المنطقة... وهذا امر لا يرتضيه عقل ولا دين وسيسقط السباق نحو تل ابيب مثلما سقطت غيره من الرهانات.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


غسان الوكيل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/09/14



كتابة تعليق لموضوع : السباق الى تل ابيب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net