صفحة الكاتب : حنان بديع

تبجيل الذاكرة والذكريات
حنان بديع

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أطرف ما قيل في الذكريات " أنها مثل أطباق الشوربة الرديئة في المطاعم الرخيصة .. من الأفضل ألا تحركها " .

إذا كان هذا صحيحا فعلينا ألا نثق بذاكرتنا لأنها شبكة مليئة بالثقوب، يتسرب منها أفضل الأشياء، لكن أكثر المبجلين لذكرياتهم هم من عشاق التاريخ والمتاحف وكل ما يتعلق بالزمن الذي مضى بلا عوده..

وكما لنا نحن البشر أطوارنا الغريبة في التعاطي مع ذكرياتنا وتفاصيلها فإن المتاحف التي صنفت (بالغريبة) اكتسبت شهرتها هي ايضا من غرابة ميولها في تعاطيها مع الماضي وسخافة ما تعرضه أحيانا..

كيف لا وهناك متاحف مخصصة لآلات جز الحشائش مثلا وأخرى لسوار الكلاب ومتاحف مخصصة للهدايا كمتحف رؤساء كوريا الذي يضم أكثر من 90000 هدية قدمها كبار الشخصيات الأجنبية ، أما متحف الأحذية فيضم أحذية السيدة الأولى في الفلبين إيميلدا ماركوس المقام في مدينة ماركينيا أشهر المدن في صناعة الأحذية.

وهناك متاحف أخرى كمتحف فيلادلفيا الذي يرقى باهتمامه عن الأحذية الى عرض الأجهزة الطبية القديمة ومعدات عتيقه بل وهياكل عظميه.

وللفنون ذاكرتها ومتاحفها ايضا بل واحتفائها فهناك متحف الفن السيء وهو المتحف الوحيد في العالم المكرس لجمع وعرض والاحتفال بالفن السيء في جميع أشكاله.

ومن الفن السيء الى متحف الفن الهزلي في لوس انجلوس الذي يهدف الى الترفيه عن جمهوره ، أما نيودلهي في الهند فلديها المتحف الأكثر غرابه الذي يضم عدد كبير من مراحيض القرون الماضية ويلقي الضوء على مراحل تطور المراحيض في العالم.

لكن رغم غرابة وطرافة هذه المتاحف المتطرفة في اهتماماتها يبقى للمتاحف الشخصية طابع عاطفي تميزه الرهافة وتلونه العاطفة ، ربما هذا ما فكر به الاديب جبران خليل جبران عندما أوصى أن يكتب الى جوار قبره في متحفه الشخصي في لبنان عبارة " أغمضوا عيونكم ، أنظروا حولكم ، وستروني"  

ويبدو أن المتاحف الشخصية لم تعد خاصة بمشاهير وأدباء العالم ففي عام 2006م أطلق عشيقان رغبا في المحافظة على (إرث) علاقتهما السابقة مشروع (متحف للقلوب المحطمة) الذي يجمع المئات من المقتنيات العادية والغريبة وغير المألوفة والمضحكة الشاهدة على قصص حب تلاشت من مكواة استخدمت في كي بزة الزفاف الى مرآة سيارة كسرت خلال نوبة غيرة !!

ربما لأن الحب ضرورة لدى البعض ورفاهية لدى البعض الآخر تنتهي ذكرياته وتموت في قلوب البعض في حين تبدو كما لو أنها خالده في قلوب آخرين يلجؤون بشتى الطرق والأساليب لبث الحياة فيها أو تحنيطها على طريقتهم.  

لكن تخيلوا معي عدد القلوب المحطمة في هذا العالم وكم متحف شخصي يبقى مغلقا على ذاكرة صاحبه لا يفتح أبوابه للزائرين .. احتفاء بزائر واحد لا يزوره !


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حنان بديع
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/08/20



كتابة تعليق لموضوع : تبجيل الذاكرة والذكريات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net