صفحة الكاتب : حنان بديع

هل من يجرؤ؟
حنان بديع

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
البعض يلعنه وآخرون ينتظرنه بلا كلل أو ملل ، المؤمنون يسمونه قضاء وقدر ، والسفسطائيون يسمونه حظا يلبس ثوب الصدفه ليس إلا ..
لكن الأهم هو أن نعرف اذا ما كان الحظ ضرورة في الحياة أم ترفا ؟
ماذا لو أصر هذا المسمى حظا على هجرنا ولم يدق باب العمر ولو مرة واحده في الحياة ؟
الأدهى هو أن هذا الحظ يبدو وكأنه كائن لا مرئي لكنه خبيث شرير ومشاكس لصاحبه الانسان .!
فلا يستجيب لمن يدعوه أو يستحقه بل  يختار الحمقى ويقف الى جانبهم في معظم الأحيان ، واذا لم يفعل فكيف يكون حظا اذن؟
ربما لهذا اعتندنا القول أن في الرخاء يظهر الحظ وفي الضنك تظهر العظمه .
هذا صحيح الى حد كبير كيف لا والسحب الكبير للفوز بسياره يكون من نصيب اصحاب السيارات؟
كما السحب الأكبر للمليون يأتي من نصيب أصحاب الملايين والمليارات!
واذا ما كان الحظ يحب الجرأة ويمشي معها جنبا الى جنب فهو كالرجل ذو النزوات الذي  لا يؤتمن جانبه قد يشتهي في اي لحظة صحبة الحياء أو الغباء مثلا !!
ربما لهذه الاسباب اختلفنا في تفسيره والاعتقاد به فبينما يرى البعض أن القناعه ركيزته الاساسيه وان المحظوظ هو الشخص الذي يشعر بأنه راضي عن حياته يرى البعض الآخر فيه سرا يقبع خلف موهبة اقتناص الفرص ويعلل بهذا الحظوظ السعيده لأصحابها !
لكن آخرون أكثر تصميما وعنادا يعتقدون بأننا من نخلق حظوظنا ونصنعها والحظ ليس هبة بل مهارة وتصميم وخطة محكمه من كل الجهات !!
على أية حال ، أن يشعر المرء أنه محظوظ فتلك نعمه لا تقدر بثمن .. لكن اذا حدث وشعرت بأنك سىء الحظ وأن الحياة تكرهك أو تظلمك فلا تهتم أو تتساءل، لماذا أنا؟
انه النظام العشوائي للحياة الذي لا يعرف الانصاف ، واذا كنت احد هؤلاء المحظوظين فإن النظام العشوائي سيخدمك باستمرار فهو كورقة اليانصيب اما لك أو لغيرك ..
لكننا لسنا وحدنا من يختلف حول الحظ وحماقاته فدائما وأبدا كان هناك صراعا أزليا ما بين العقل وتوأمه الحظ أما  سمعتم الحكاية الطريفة التي تقول : بأن العقل والحظ كانا يسيران في الشوارع والطرقات حتى انهكمهما التعب فقررا أن يجلسا للراحه بعض الوقت وفيما ذهب العقل وجلس عند حافة الطريق خوفا من أن تصدمه سياره مسرعه قرر الحظ أن يجلس في وسط الطريق غير آبه بنداء العقل له وبينما هما كذلك فإذا بسياره مسرعه قادمه في وسط الطريق وعندما لاحظ سائق السياره شخصا جالسا في وسطه انحرف بسيارته جانبا خوفا من أن يصدمه بسيارته فإذا به يصدم العقل فيقتله !
يخطر لي أن أجرب حظي وأجلس في وسط الطريق ؟
هل من يجرؤ؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حنان بديع
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/03



كتابة تعليق لموضوع : هل من يجرؤ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net