صفحة الكاتب : مروة محمد كاظم

الشهيد الصدر
مروة محمد كاظم

كان يغتسل يومها غُسل الشهادة، هو يحمل قلبا طاهرًا بين حناياه ، أبيضًا لايُشبهُ القلوب في معناه...
-أبا جعفر ما خطبكَ اليوم؟!
-الروح ولهى للقائيَ المحتوم..
-أبا جعفر كأنك تقولها ببرودة القلب، كيف يهون عليك فراقنا ، من سيُملي هذا البيت بابتسامتك الملائكية كأنها رغيفُ خبزٍ في فم الجياع...
أطرق الطرف والباب مازالت طرقاتها ترنُّ في أذنيَّ، كأنها تنتظره بطرقاتها المتتابعة، اجتمعت حوله العيال كأنهم يودعون حسين عصرهم اليوم ، ذاك يُقبله وذاك يحنو عليه، أخذ يشمُّ بجنته الفردوسية أمّه العَلَوية ، يُقبّل يديها بحنوٍّ ويشمّهما ثم يضمّهما إلى صدره ، حادبًا على أمه يرجو رضاها ويسألها الدعاء والتسديد، لم تجد بنيته الصغيرة ذات الخمسة أعوام سوى الحائط لتدير وجهها نحوه؛ كي يسترَ دمعها النموم عن حزنها الذي جثم على قلبها الصغير وهي ترى أباها في وداعه الأخير، حنى أبو جعفر عليها وعانقها بذراعيه السخيتين مصبِّرًا إيّاها وهو يقول:" حلوتي! بنيتي! إن كل إنسان يموت، وللموت أسباب عدة، فيمكن أن يموت الإنسان بسبب مرض، أو فجأة على فراشه، أو غير ذلك، ولكن الموت في سبيل الله أفضل بكثير وأشرف، ولو أنني لم أُقتَل بيد صدام وجماعته فقد أموت بمرض أو بسبب آخر.. إن أصحاب عيسى(عليه السلام ) نُشروا بالمناشير، وعُلقوا بالمسامير على صلبان الخشب، صغيرتي، فكلنا سنموت اليوم أو غدا، وإن أكرم الموت القتل. بنيتي! أنا راضٍ بنا يجري عليَّ ، وحتى لو كانت هذه القتلة ستثمر ولو بعد عشرين سنة، فأنا راضٍ بها"
ثم يتجه إلى السيدة فاطمة زوجه الصبور التي حان دورها للوداع الأخير، وقف شاخصًا ببصره إليها وأخذ يصبرها و يوصيها بالعيال خيرا من بعده، ثم توجه واثق الخطى نحو مستقره الأخير، مودعًا مدينته المحبوبة التي سيعود إليها سريعًا حاملًا كفنه بين يديه ليعود إلى جوار محبوبه علي (عليه السلام) وموطن عشقه و محرابه ...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مروة محمد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/04/09



كتابة تعليق لموضوع : الشهيد الصدر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net