صفحة الكاتب : السيد حسين الحكيم

الى السياسيين الإسلاميين
السيد حسين الحكيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ربما حفلت الكثير من أدبياتكم التي كتب الأعم الأغلب منها في القرن الماضي بظاهرة (توظيف الرمز الديني سياسيا ) فاعتدتم على ذلك في خطابكم السياسي المعاصروجرت به ألسنتكم واندفعت به وسائل إعلامكم .
إن توظيف الرمز الديني للدعوة الى برنامج سياسي معين من الأخطاء الكبيرة التي تحتاج الى مراجعة ولا يكفي فيها أن تقولوا إننا لا ندعي تمثيل الإسلام فتلك طامة كبرى ما ادعاها بعد الانبياء والاوصياء الا دعي منحرف لكني أركز على ظاهرة استغلال الامور الدينية والشخصيات المقدسة للترويج الى أمر سياسي بهدف اقناع الراي العام به. 
إن هذه الظاهرة المتفشية في الخطاب السياسي الاسلامي المعاصر تحتاج الى تصحيح فانتم أيها الاسلاميون تعلمون قبل غيركم أن أي برنامج سياسي معاصر اليوم هو لا يطبق الاسلام بحقيقته حتى ان كان في أفضل حالاته وأقوى محاولاته وأنقى نياته وذلك لأن أطهرالسياسيين وأسعدهم حالا سيضطر غالبا الى الأمورالتالية : 
1_ أن يتنازل عن كثير من أحكام الإسلام وشرائعه فلا يشرعها بقوانين فضلا عن أن يطبقها في الواقع . 
2_ أن يتنازل في تحالفاته داخل البيت الإسلامي مع من يراه مخطئا في الرؤية ومتعثرا في المسيرة . 
3_ أن يضطر للإعتماد في كوادره على من ليس مكتمل المؤهلات لتحمل المسؤولية في ادارة شؤون الناس . 
4_ أن يتنازل كثيرا عن واجباته الإسلامية في إطار تحالفاته الوطنية من منطلق التوافق الوطني . 
5_ أن يتنازل كثيرا من منطلق الواقعية السياسية عن كثير من ملامح هويته الإسلامية ومصالح شعبه المسلم أمام الضغط الدولي والاقليمي ومشاريعه الكبرى في المنطقة والعالم . 
وتنازلات وأخطاء أوخطايا كثيرة اخرى .
بربكم مع كل هذا هل يمكن لأحد يمتلك ذرة من الانصاف والموضوعية والصدق والتقوى أن يحمل الاسلام العظيم مسؤولية برنامجه المكبل بكل هذه الاعباء ؟؟!!.
إن بإمكان الصادقين المخلصين منكم أن يركزوا في خطابهم على أن يقارنوا بينهم وبين غيرهم من التجارب السياسية المختلفة وأنهم يبذلون ما بوسعهم في سبيل الله وخلقه . وأن يركزوا أيضا على أن الاسلام النقي الخالص أجل وأسمى وأرقى وأعلى من كل محاولاتهم في تطبيقه ليكونوا بذلك دعاة للاسلام بكل مايمتلكون وليسوا دعاة لأنفسهم بكل ما تطوله ألسنتهم . 
إن السياسيين المخلصين يشكرون على دفاعهم بكل وجودهم عن الاسلام ولايقبل منهم دفاعهم عن أنفسهم بالإسلام .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد حسين الحكيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/02/25



كتابة تعليق لموضوع : الى السياسيين الإسلاميين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net