صفحة الكاتب : زهراء حسام

إضغط update [تحديث] قبل شهر محرم
زهراء حسام

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

عند مطالعة سيَر الشهداء أو السماع عنهم من ذويهم سترى أن أيّام حياتهم هي عبارة عن: موكب، لطم، بكاء على سيد الشهداء [عليه السلام]، وزيارة لمرقده المطهّر.. وتلك هي أبرز محطّات سنيّهم وأكثرها تكراراً؛ مما لا يدع في يَديك إلا أن تعزو البسالة والتضحية التي جادوا بها والخاتمة الحسنة التي نالوها الى الدروس الشعائرية العاشورائية، وتتمنى لو أنك تملك اليقين الذي امتلكوا كي تبلغ ما بلغوا.. إذ قد ترى جعبتك مليئة بالمطالعات والدراسات والثقافات إلا أنك ستفشل في أبسط اختبار يقين أمام شخص تعدّه "بسيط" معرفيّاً، قاصر عن فهم أبعاد ثورة الإمام الحسين ولا يجيد إلا اللطم والبكاء وصب الشاي للزوّار بنظرك! فهل يا ترى وبعد انجلاء غبرة كلّ معركة حيث يتجلّى منها الرجال والشهداء الشعائريّون سنقرأ ونسمع نفس الكلام المُكرر في سالف الأعوام في شهري محرم وصفر الموهن للشعائر والمقلل من شأنيّة البكاء واللطم؟! يتحجّج المنتقدون بأنهم يريدون بكاءً "بوعي" ولا أدري ما القصد؟ هل المعني أن لا يكون البكاء مجرداً عن المبادىء؟ فهذا صحيح لكن لا يعني أبداً منع الناس عن البكاء بحجة عدم التزامهم ومخالفاتهم حتى نستمع لمعزوفة "مو بس تبچي".. لأن البكاء وسائر الشعائر هي التي تُحفّز المبادىء والخير في النفس الإنسانيّة، هي المعول الذي يحفر أرض الروح لإستخراج المعادن وبدونه ستبقى مطمورة! أم أن القصد هو الإستغناء عن العَبرة بالكُليّة والإكتفاء بالعِبرة وأنها هي الطريق الموصل للإمام الشهيد ولإدراك أهداف نهضته؟ هذا الفهم مع أنه مخالف للنص [جاء في الأثر أن أمير المؤمنين علي عليه السلام نظر الى الحسين فقال: "يا عَبرةَ كلّ مؤمن"، فقال: أنا يا أبتاه؟ قال: نعم يا بُنيّ]* هو في ذات الوقت مُخالف للواقع.. تسأل: كيف؟ نعود لنستدل بالشهداء بإعتبار رقيّ مرتبتهم على سائر الناس، وتصدّرهم بالإقتداء الحسيني والحذو في طريق نهضته.. كان أغلبهم يبكي ويلطم ويخدم ولم يمتلك كتاباً واحداً في بيته! لكنه وصل وأوصل البلد والأمة الى النصر والعزة والمهابة الملقاة في قلوب أعدائنا اليوم، قاد نفسه وقادنا الى رأس أهداف دماء أبي عبد الله.. دعوا القراءة ووعيكم المزعوم لكم فبلوغكم يتطلب كل ذلك، أما بعض الناس فسيبلغون بدمعة. نعم، ستحتكر القضية الحسينيّة إن جعلتها في خانة ثقافتك ومطالعاتك وبحوثك، أين سيذهب باقي الناس ممن ليس شغلهم في الكتب والأقلام؟ وهم الأكثرية.. كيف سيعبّرون عن حبهم للحسين، كيف سينشرون قضيّته؟ حدّث معلوماتك قبل أن تفضحك دماء الشهداء البكّائين، "اللطّامين". *كامل الزيارات: 116


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زهراء حسام
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/16



كتابة تعليق لموضوع : إضغط update [تحديث] قبل شهر محرم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net