هام من كربلاء: موكبُ قبيلة بني أسد والعشائر العراقيّة يحيون مراسيم ذكرى دفن الأجساد الشريفة لشهداء واقعة الطفّ الأليمة
شبكة الكفيل العالمية
2019/09/13
حيث اعتاد أهالي كربلاء وكعرف شعائري متوارث على استذكار وإحياء هذه المناسبة بخروج قبائل وعشائر المحافظة تتقدمهم قبيلة بني أسد، والتي تشرفت سنة (61 هـ) بمساعدة الإمام السجاد (عليه السلام) في دفن أجساد شهداء واقعة الطف واشترك في هذه المراسيم كذلك قبائل وعشائر أخرى قدِمت لمحافظة كربلاء المقدسة وانتظموا جميعهم بشكل مجاميع على شكل مواكب وهم يرتدون زيهم العربي وهم يسيرون لإحياء هذه الشعيرة، وقد سارت امامهم مجاميع أخرى لنساء قدِمن من داخل وخارج محافظة كربلاء المقدسة .
وكانت الانطلاقةُ من مرقد السيّد جودة جنوب غرب مركز كربلاء، متوجّهاً لشارع قبلة الإمام الحسين(عليه السلام) ليصل الى المرقد الطاهر، ومنه عبر ساحة ما بين الحرمين الشريفين ليختتم العزاءُ مسيره عند مرقد قائد جيش الإمام الحسين وحامل لوائه أبي الفضل العباس(عليه السلام).
وتذكر الروايات أنّه في اليوم الثالث من شهادة الحسين وآله (عليهم السلام)، حضر الطفّ يومها مجموعةٌ من نساء بني أسد، فرأين الجثث المقطّعة والمتروكة بلا دفن ولا رؤوس في منظرٍ مهيب يُنبئ بأكبر فاجعةٍ عرفتها البشريّة عبر التأريخ، فتوجّه بنو أسد حاملين أدوات الدفن معهم إلى حيث الواقعة حينها، فوقفوا حيارى تجاه الأجساد التي لفحتها شمس كربلاء فلا يعرفون لمن هذه الجثث أو تلك، فالرؤوس مقطوعة وغير موجودة، وفي ذلك الوقت حضر الإمام زين العابدين(عليه السلام) وعرّفهم بنفسه وطلب منهم الإعانة أن يواروا الجثث الثرى، وهكذا فعلوا وشاركوا الإمام فكانت لهم هذه الميزة التاريخيّة، فهذه وبشكلٍ مختصر المكوّن الأساسي من حيث المنبع لعزاء بني أسد الكبير.
هذا وقد استمرت مواكب العزاء بالتدفق قرابة الأربع ساعات، قدَّمت من خلالها مواكب كربلاء الخدميّة جميع إمكانياتها الخدمية، إضافة لذلك فان قسم الشعائر والمواكب الحسينية التابع للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية قد استنفر جميع طاقاته البشرية من اجل رسم خارطة طريق هذه المواكب من ناحية ميسرها ودخولها وخروجها للحرمين الطاهرين .
وبهذه المراسيم وما حملته من اشجان ذكرى مؤلمة ينطوي يوم آخر بأحداثه الجسام التي جسدتها ملحمة الطف الخالدة وعفرها الإمام الحسين (عليه السلام) بدمه الطاهر ومبادئه الخالدة التي ستضل نبراسا أبدياً لكل أحرار العالم .
لقراءة الخبر كاملاً في المصدر الأساسي : إضغط هنا