الحياء في العبادة : (القسم الثامن )
محمد السمناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندما يعمر القلب بنور الإيمان واليقين الذي حصل عليه بسبب محافظته على الحياء الفطري الذي أودعه الله تعالى في جبلته الإنسانية عندها يدرك حسن الطاعة , والعبادة لله عزوجل , ويغوص في أعماقها , وتكون صلاته صلاة معراجية , بل وكل أمر عبادي يعيش معه بحالة من روحانية الحياء من الله تعالى , وكذلك يدرك كل قبيح ورذيلة , فيكون الله الحق المتعال هو الناظر له والحاضر في جميع تفاصيل حياته فلا يصدر من إلا الخير , ومثل هذا المؤمن يعيش في حالة الحياء الدائم والمستمر, فالذي يستحي ويتجنب الموبقات من الناس, وهم المتصفون بالعجز والاحتياج والفقر, والفاقة كيف لا يستحي من محضر القادر الغني الحق المتعال , والى هذا المعنى يشير السيد عبد الحسين دستغيب ( قدس الله نفسه الزكية ) : ( في حالة الغفلة عن حضور الحق ما أكثر العصيان , وفعل القبيح , وقلة الحياء التي تصدر من الإنسان ... هنا وعلى هذه الغفلات ينبغي أن تسكب العبرات .. ينبغي العويل على قلة الحياء من الله الغفار والستار (1) .

_____________

1- القلب السليم ج2 , ص 119 , ترجمة الشيخ حسين الكوراني الناشر دار الكتاب الجزائري الطبعة الثالثة 1424هجري 

الموضوع السابق هل يعد انتحار الملاحة البحرية في شط العرب انجازاً للمفاوض العراقي؟!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat