عندما يعمر القلب بنور الإيمان واليقين الذي حصل عليه بسبب محافظته على الحياء الفطري الذي أودعه الله تعالى في جبلته الإنسانية عندها يدرك حسن الطاعة , والعبادة لله عزوجل , ويغوص في أعماقها , وتكون صلاته صلاة معراجية , بل وكل أمر عبادي يعيش معه بحالة من روحانية الحياء من الله تعالى , وكذلك يدرك كل قبيح ورذيلة , فيكون الله الحق المتعال هو الناظر له والحاضر في جميع تفاصيل حياته فلا يصدر من إلا الخير , ومثل هذا المؤمن يعيش في حالة الحياء الدائم والمستمر, فالذي يستحي ويتجنب الموبقات من الناس, وهم المتصفون بالعجز والاحتياج والفقر, والفاقة كيف لا يستحي من محضر القادر الغني الحق المتعال , والى هذا المعنى يشير السيد عبد الحسين دستغيب ( قدس الله نفسه الزكية ) : ( في حالة الغفلة عن حضور الحق ما أكثر العصيان , وفعل القبيح , وقلة الحياء التي تصدر من الإنسان ... هنا وعلى هذه الغفلات ينبغي أن تسكب العبرات .. ينبغي العويل على قلة الحياء من الله الغفار والستار (1) .
_____________
1- القلب السليم ج2 , ص 119 , ترجمة الشيخ حسين الكوراني الناشر دار الكتاب الجزائري الطبعة الثالثة 1424هجري