افتقدته كثيرا فهو لم يزرني منذ مدة بعدما عودني على زياراته المستمرة لي ،و السؤال عني و وعن الاصدقاء وعن الجبهة والناس وعن كل مقاتل يبعث السؤال والسلام ، تصور انه يسألني عن الشجر والبيوت المهجورة التي كانت وكرا للدواعش ، الاصدقاء جميعهم استغربوا هذه القطيعة منه ، ويسألوني عنه ، المقاتل منا يشتاق الى بيته وعائلته وناسه ، لكنه هناك بين العائلة والناس يشتاق الى الجبهة ـــ الى الاصدقاء ـــ الالفة ــ زياراته كانت لي بطعم الفرح ــ شعور غريب ينتابني وهو يقترب بهدوء نحوي وكانه يستأذن الليل ودوي البنادق والهاونات تقرب الي همس في اذني انتبهوا الدواعش يعدون العدة لهجوم شرس هذا اليوم ، اطمئنوا ساكون معكم بعون الله ، قفزت من نومي مرعوبا / :ـ ( اسم الله ــ أسم الله ) وتجمع المقاتلون حولي ، اعتقد انك تعرف ما معنى ان يهب الجميع ويلتفون حولك واحد يقرأ التعويذات وآخر يسقيني الماء ويغسل وجهي والثالث يستفسر عن الذي حدث
:ـ عاد ثانية الي ، هذه المرة يحذرنا من هجوم كبير يعدونه الدواعش اليوم على قاطعنا،
قال احمد :ـ مبارك هذا السيد قلبه معنا منذ استشهد هو لم يتركنا يحضر بالشدات دائما والنعم منه ،
قلت :ـ من المؤكد هناك من يفسرها اضغاث احلام ولا يأخذونها على محمل الجد
أجابني أحمد :ـ نحن جربنا جميع تحذيراته السابقة وكانت كلها حقائق وانت نفسك ما كنت تصدق ما تراه وتعتبرها مجرد كوابيس ، الآن صار الجميع يعرف ان تحذرات سيد مؤيد لنا حقيقية ، والرجل سجل في ذاكرة كل واحد منا أجمل المواقف قلت :ـ القضية اكبر من حلم أو رؤيا أو نبوءات شهيد سأروي لكم حكايتي معه واكشف لكم عن سر كنت اخشى ان ابيحه مخافة ان اتهم بالجنون ، في احدى المعارك اشتد زخم الموت فرأيته قلقا تجرأت لاسأله هل انت خائف ؟ اجابني مبتسما انا ادعو الله سبحانه تعالى ان انشر هنا في الجبهة وان استشهد ثم اعود الى الحياة وانشر واقتل ثانية واعود لأقتل الف مرة ان كان الله سبحانه يدفع بقتلي عن وطني وناسي الخطر ، لكنها تبقى المعادلة صعبه ان تحمل بيديك شهيدا لتدفنه وتعود وانت واثق من موته ، السر الذي خبأته في صدري اخوتي أني كنت اراه عن كل هجوم يحوم حولنا ليفتدينا ، يجعل جسده درعا دون اي واحد منا كي لا تصله الشظايا ، يقتل ثم يعاود الكرة الى ان ينتهي الهجوم يحمل نفسه عنا ويغيب
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat