كان الوضع طبيعيا رغم ان الهجوم مستمر بزخات تنوعت هنا وهناك او لنقل تنوعت محاولات التعرض وكأنها محاولة للاستيلاء على مواضعنا ، القتال مستمر ليل نهار ، وأصبح من الصعب وصول الامدادات من عتاد وماء وطعام ، كان علي باسم يمتلك الموقف بابتسامته وبشطحات كلماته التي تجعلنا نعيش دهشة الفكرة مثلا كان دائما يردد مقولة ( دارنا السماء ) ويلهج بها عند كل هجوم فهو يرى ان الموتى بيوتهم المقابر والشهداء بيوتهم في السماء ، ثرثرة الاسلحة اصبحت لا تمثل لنا شيئا ، فهو وبعد ايام المواجهة يسألني ألم يكتفوا بعد لقد كلفهم الهجوم الكثير من الجثث والقتلى ، هم يعتقدون ان امكانيات التمويل وحدها تكفي لكسب الحرب ، كلما يشتد القتال كان ينبهن الى قضية مهمة ان الحرب كلما تشتد تصبح أجمل ، ما الجمال الذي تحمله الحرب سوى الموت والقتال ؟ اين الجمال في حرب تأكل اعمارنا ؟ يجيبني بهدوء انها ترفع اللثام عن النوايا ترينا جوهر الانسان الحقيقي ، في الطف الحسيني كانت هناك مواجهة ناس تحلم بالجنة وناس تحلم بتكريم العروش ، ناس جاءوا يقاتلون من أجل دين ومذهب ورسالة وناس جاءوا مرتزقة كل همهم هو رضا السلطان وكيس الامير
:ـ كل شيء عندك يرتبط بالتأريخ وضحك ويقول وما نفع الحرب بلا تأريخ وأنتم تطمحون ان تلتحقوا بركب الحسين ، وفي الحرب يزداد التمسك بالله وبالدين ، وتستذكر دائما سيد الشهداء الحسين عليه السلام ، كنت أوصيه وكل هذا لا يعني ان تستهين بالعدو ان لا تبالي بالوجع ، يعني لابد ان نخاف الموت لتحذره لابد ان نحذر لا يمكن ان تتصرف براحتك نحن في حرب ولديهم رصد قوي وقناص وصيد ، يعود ليسألني أين بيتكم ؟ ويقصد هل انت من أهل المقابر أو من أهل السماء ؟ هل تحلم ان تموت ام ان تستشهد ، صعب جدا عندما تحاور شخصا يستهين بالواقع ، الواقع له ظروفه ومستحكماته ، ونحن في محنة هذا الهجوم المتواصل الذي لم ينقطع منذ أيام ويبدو انهم يريدون المكان لكون اهميته ان لهم مجاميع محاصرين ولا منفذ لفك الحصار سوى احتلالهم للموقع لهذا سيستميتون عليه ، التحليل قراءة علي باسم للخارطة ، ولهذا صرنا نتناوب على النوم أي قيلولة المقاتلين ، رأيت أنه لم ينم منذ أيام وصار لزما علي ان امنحه وقتا وفعلا استجاب لي وغفي بنومه اقل من دقيقة واذا به يصرخ من الالم يا الهي ما الذي جرى ، يصرخ وهو يمسك بطنه أكتشفت انه تعرض الى قرصة عقرب اصفر في بطنه ، سحقت العقرب بحذائي والتفت اليه وهو يصيح ( لدغني داعشي ، افرغ بي سمه ) كان يصرخ من الالم واسنانه تصطك ، كشفت عن بطنه فرأيت لدغة العقرب شديدة الاحمرار ، وبدأت بامتصاص السم بقوة وأبصق على الأرض ، واعيدها ثانية وثالثة بينما علي باسم يصرخ ، لم يتوقف من الصراخ وقد شلت قواه ، داعش لدغني وافرغ بي سمه ، أخذ التعب الصغير يكبر وينفتح وأصبح لونه أبيض ، وبدأ الورم ويسبب له تشجنات وبعدها صرت اخشى عليه الموت ، ، الهجوم يزداد ضراوة وصاروا يركزون على منطقة رمي اوسع ليقطعوا عنا الامدادات ، صار لا يستطيع ان يفتح عينيه ومع هذا قيده لم تفارق السلاح ، صرنا نفكر أي العدويين نواجه الداعي أم العقرب ، انسانية الحمى ، صرنا ننتظر الهجوم متى يخف لننتقل الى الطبابة لمعالجته ، اشتد القتال وبدأت المواجهة تصبح اقرب وصار الامر يتطلب الانسحاب وهذه هي الحرب ، ، فجأة وجدنا علي باسم يزحف وبيده بندقيته ، ينظر الينا انسحبوا ان شئتم وانا ساشاغلهم ، الى حين تستقر اموركم ، رغم انها فكرة صائبة لكنها صعب علينا تقبلها واذا به يتوسل ارجوكم دعوني اذهب الى دارنا وانا أحمل جراح الحسين وليس لدغة عقرب
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat