صفحة الكاتب : منتظر العلي

من ادب فتوى الدفاع المقدسة ( أني اتنفسهم )
منتظر العلي

( ملاحظة القصة واقعية رغم غرابة احداثها)

 الخوف بعض سمات الشجاعة  ، هذه دروس الجبهة  وميادين القتال  ، لابد ان نخاف لنحذر ، ونبعد عنا الخوف والموت  ، قدماي باردتين  ومعدتي  تعتصر من شدة الجوع ، كنت أنصت وانا في مقدمة الموضع اصوات تصدر من بعيد ، هناك اشارات  لهجوم قادم ، عند احتدام المعارك ينسى المقاتل خوفه  ولا يفكر  الا بالحرب  والخروج منها  سالما  دون ان  يعطي شبر  أرض ،والارض بطبيعتها  يمكن ان تعوض   لكن الانسان لايعوض ، أرض نفقدها  اليوم يمكن ان نستعيدها  ونحررها  بعد يومين ،ممكن ان نستعيدها ونحررها  ، لا القضية ليست بهذا المعنى  القضية أكبر، ان الأرض  لها معنى آخر  في الجبهات ، هي روح الموقف  عندما نفقد الأرض نشعر بأشياء كثيرة  تتغير داخل أنفسنا  والمشكلة أني ما تعودت  أن أكون فردا  لذلك كانت عيوني  تتمحص الحياة في الموضع تتفحص اجساد زملائي ،الذين في الجبهات يصبحون اهل واخوان  ، كل شيء داخل الموضع يشعرك بالحياة ، ينبض بالحياة ، بدأ رأسي لحظتها يتذكر اشياء ليست من الماضي ،ارى اشياء لم تحدث بعد ولهذا صرت اتابعها ، واخشى ان اصرح بها  فهي تبقى في نفسي  والتحذيرات  التي اعتبرها البعض نبوءات ، متعة حقيقية  ان تقرأ المستقبل وتعرف خباياه ، يمر عليك المشهد كانه يريد ان يحذرك ، ذكرياتي  المرتبطة بحب أمير المؤمنين والولع الشديد بقراءة  الكثير من تمكناته الغيبية  والاعجازية  ، ليست قضيتي ان اقنع الاخرين ، لكن الذي يفرحني اشعر بقداستهم قريبة عني ، ترشدني  الى الهداية  في كثير من الامور، أني أتنفس أئمتي عليهم السلام ، الكثير منهم يسألني عن السحر ؟ لم اقرأ في حياتي اي كتاب سحر، لكني قرأت  فكر اصحاب الامام علي عليهم السلام ،كانوا يجيدون علم المنايا والبلايا ، علمهم  أمير المؤمنين  عليه سلام الله ، اشياء  كثيرة شدتني  لميثم التمار  ولحبيب بن مظاهر  ورشيد الهجري حتى انه كان يلقب برشيد  البلايا ،  صرت أحب الجبهات لانها اصلح مكان  لقراءة المستقبل وتزودني  بروح القرب من نصرة الحسين عليه السلام، واشعر باني لا اطلب  النجاة بقدر ما أتنفس ألطف هنا بكل معانيه ، أصبحت  على ما يبدو لغزا حير القوم، لدرجة احدهم يسألني كيف تموت ؟ طبعا هو يقصد بسؤاله   الكثير أجبته مازحا ساموت ميتة غريبة تدهش العقول ،  انتبهت لمزاحي   وصرت اشعر داخل نفسي اني قلت الحقيقية وهناك احد ما القاه على لساني ،لست انا من قلتها بل قالها قلبي دون أن  يشعرني  ، هي حقيقة أني سأموت ميتة نادرة ، أفكر في مسألة  هل يستطيع احد ان يتنفس  الماضي برئة الغد ؟ نعم  من الممكن امتلاك روح اليقين  عند الانسان ، قد اتهم بالجنون ، اسأل نفسي  :ـ هل كان الحسين  عليه السلام يمتلك قدرة النصر؟  ان ينتصر  بعصمته لو اراد ؟، نعم يستطيع هنا كان قرار العصمة ان يساير امر الله ما دامت المقدرة منه وهذا معنى انتصار الحسين عليه السلام ، ربما تسألني ما علاقة ما تقوله بقصتك في الجبهة ؟ علاقة وثيقة  ويعرفها كل من كان معي ، أخبرتهم اني رأيت هجوما للدواعش والهجوم كبير اعدوا له العدة أن يكون من عدة محاور  ، وسرعان ما انتشر الخبر بالفوج   ، والجميع اخذ مني المعلومة حقيقة لكنهم فسروها على اساس انها نبوءة السيد ، ودرسوا الامر واعدوا العدة  وهم مؤمنون برؤياي  واتخذ الفوج  الاحتياط اللازم  ،بدأـ الهجوم وكانه نسخة معادة عليهم  لذلك انتهى الهجوم بالفشل وربحنا المعركة ، كنت انا  الضحية أصبت بقذيفة هاون  ويبدو إني فقدت يدي  وجزء من قدمي ، قلت لهم لا تخافون انا عائد أليكم وهم فرحون لأنهم شعروا بالامان، مخططات العدو كلها عندهم ، وعدت مثلما وعدتهم والاصابة لم تأخذ مني  شيئا يمنعني من القتال كف وقدم ،  الجزء الكبير  في حياتي والذي سيناقش  من قبل أهلي وناسي  هو أني كيف ساقتل ؟  وما هي الميتة الغريبة التي ساعيشها  ، صرت اتوقع لهم الكثير من الهجومات  وصار الامر الرسمي من القادة ان يسمعوا كلام السيد اوامر ،  اخبرتهم هناك هجوم سيشن بعد يومين وستكون فيه نهايتي  ، الناس هناك اشتاقت للهجوم لترى ميتي الغريبة ، يا الهي إلى هذه الدرجة صاروا يفكرون في أمر موتي ، الشهادة لله انهم كانوا يقاتلون  على حمايتي أكثر مما يحامون انفسهم ، عندما تعرض  الدواعش  أسرعت الى الساتر  ولكن عند وصولي ولم يستقر الأمر بي بعد  ،سقطت  قربي قذيفة  هاون ،  سقطت  اثرها مضمخا  بدمائي   وهوى خدي  على الساتر، وانا أرى احد الدواعش  يبعد عني اقل من  عشرة امتار  ، بحثت  عن سلاحي  لكن دون جدوى  فلم اجده ، وانا أنتخي بمولاي امير المؤمنين انادي يا ابا الحسن ادركني  جاءت مجموعتي حررت جسدي ونقلوني الى الطبابة الميدانية ،اسمع ابن عمي يقول  سيد محمد تشاهد وردد علي الشهادة  وانا أردد خلفه  الى أن أحسست روحي  خرجت ، خلاص مت بهذه البساطة وانتهت مرحلة الموت ، ارى
ان  اصدقائي  قد التفوا حولي  يبكون عليّ

وضعوني في الكيس  ، اغلقوه  ورموني مع الجثث ، يا الله ..أرحمني  عليك بسيدي أمير المؤمنين علي عليه السلام ، انا من شيعته يارب ، الهي أنت ربي وخالقي  ، استحلفك بالامام علي ان تقسم لي النجاة ، واذا بنور يسطع داخل الكيس ، يد مولاي امير المؤمين  عليه السلام ، سحبني من يدي المقطوعةواقامني  واقفا ، جاء ابن عمي ليتكفل بحمل جنازتي الى أهلي ، تحركت يدي يا الله وانا في الكيس المغلق، صاح ابن عمي سيد محمد رجعت له الروح ارسلوني الى الى الطبيب بادر مسرعا  وصعقني بست صعقات بالجهاز  واعاد  لي   النفس ، اروي لك حكايتي وانا في حضرة امير المؤمنين عليه السلام  مع عائلتي  ازور وادعو لكم بالخير وعرفت اننا نتنفس ائمتنا ومن يتنفس محبتهم لايخيب
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتظر العلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/07/12



كتابة تعليق لموضوع : من ادب فتوى الدفاع المقدسة ( أني اتنفسهم )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net