صفحة الكاتب : منتظر العلي

براءة ذمة
منتظر العلي

  لا اعرف كيف  أقدم لكم نفسي ، أو كيف سأختصر لكم الحكاية وهي وليدة الحرب ، هل تعرفون معنى أن يحمل الإنسان  موته بين عينيه ؟، هل تعرفون  معنى أن تتوحد القلوب  لحد أن يتنفس الإنسان من معه ؟ ، هل تدركون معنى أن يهب  الإنسان حياته لرفيق القتال ، نعم كان  صديقي يفتديني بروحه والتجارب  أكدت هذا  اليقين ، في الحرب  تتوحد القلوب وتتخاصر الأمنيات ، حين  يحاصرنا الصمت  ، كان كل منا يتحدث عن بيته وعائلته ، كان يقلقنا  مصير الأبناء  أكثر من الحياة نفسها ، حكايتي تبدأ من هذا الصديق   ومن أعز أمانيه ،  هل عرفتم من هو صديقي الذي جئتكم من أجل أن أروي  لكم حكايته بامآن الله ،  انه عبد الحسن جميل  أبو دهش ، الذي أنا في بيته  الآن ، مهما تغيرت المواقع والميادين كنا نقاتل سوية وكأننا نريد أن نذهب إلى الله معا ، رجل كان قوي الشكيمة في القتال لا يلين له قلب  ، لكن حين نلجأ إلى أرواحنا كان يهده الحنين ، عرفت حينها ضعف المقاتل الوحيد هو الحنين  يبكي  كان احيانا ويقول  لانريد لأولادنا هذا المصير ،لانريد لهم ان يعيشوا الخوف والذل والهوان ،وفي ذات هجوم  ونحن على مشارف  الموت  خطب أبنتي لأبنه جميل ، هل باستطاعة  أحد ان يعيش  المشهد ولو على سبيل المثال ؟  يرى الموت يحيطه من كل جانب وهو يفكر بعرس  ابنه  الوحيد ؟  كنت أعلل الامر  بأنه  يسلي الروح بأمانيه ، ماذا أقول له وابنتي لها أولاد عم  ، ونحن ناس  لا نعطي بناتنا لغريب ، والذي حدث  أني حين احتضنت جراحه وهو في أنفاسه الأخيرة ، تنهض الأحلام  عند لحظات الموت بقوة ، فقال لي :ـ للمرة الأخيرة  أخطب ابنتك لأبني جميل ، أقبل يا صديقي  ودعني  بسلام أموت ،  نعم يا عبد الحسن  وهبتكم أبنتي بعبائتها  ، فقال أريد وعدا ، نعم عبد الحسن انه عهد برقبتي لا يبري ذمتي الا الموت ،  ابتسم لحظتها ورحل ،رحل عبد الحسن إلى ربه شهيدا ، وتركني  أعيش لهيب  وعد  قد لا يعرف  شيئا عنه جميل ، ومن يومها وإنا لا استطيع النوم  دائما أراه في أحلامي يبتسم ، لا احد فيكم  يعرف حجم معاناتي  مع إخوتي  وهم يطلبون  يد ابنتي للزواج لأبنائهم ، أهدأ الموقف  إلى حين ابرأ ذمتي من عهدي  ولهذا جئتكم ،  لأعرف رأيكم في الأمر ورأي ابنكم في محنتي  ، قال كبيرهم  لا شأن لنا بالموضوع هذا الموضوع يعود  لجميل


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتظر العلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/03/30



كتابة تعليق لموضوع : براءة ذمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net