صفحة الكاتب : منتظر العلي

هذا هو القبر
منتظر العلي

 هل يمكن لأضغاث أحلام أن تتحقق بشكلها المرعب؟ لماذا أسمّيها أضغاث أحلام؟ كان حلمًا هادئًا وكل شيء فيه ينطق بالسحر والجمال، شارع طويل على جانبيه أشجار كثيفة وعلى أغصانها بلابل تغرّد بدفء, يا إلهي، كأني سرت من قبل في هذا الشارع، سألت ابني الذي كان يرافقني: هل تعرف أين نحن؟ ابتسم لي ولدي وقال: بابا هذا الوادي وادي كربلاء، هناك دفنّا جدي وجدتي واخي احمد، هل تغير عليك المشهد؟
 قلت: نعم يا بني، هي فرصة ان نزور قبور موتانا (رحمهم الله)، أحسست فجأة بالتعب، لم تعد قدماي تستطيعان ان ترفعا جسدي، أخذني ابني على جانب الطريق، وجلسنا على رصيف مقبرة قرأنا سورة الفاتحة وقبل أن نغادر المكان رأى ولدي قبرا محفورا، قال: ابي كم هذا القبر جميل! ارعبني هذا الكلام كثيرا، وايقظني من نومي مهموما، مشكلتي اني لم أفسّر أحلاما من قبل، وأنا أساسا قليل الاحلام، بل لم أحلم أبدًا او احلم بأحلام لا اتذكرها.
 شاهدت في حلمي كثيرًا من الغموض، أما هذا الحلم، فإني أشاهده حقيقة لا أريد أن أثقل عليكم الرواية، وكأنني أكتب سردًا قصصيًّا، انما أريد أن ارويها لكم بعفوية أب، اتصلوا بي صباحا ليبلغوني باستشهاد ولدي علاء، في المشاهدة حزن يكسر الظهر، كل شيء مرّ في بالي إلا مسألة القبر لم اتذكره، ولم يمر برأسي ولا بذاكرتي.
 اجتمع في المغتسل الأقارب والأصدقاء وتمت زيارة ولدي لمرقدي الحسين والعباس(عليهما السلام) تقدم اليّ شاب قال: عمو أبو علاء اعطني شهادة الوفاة؛ كي احضر له قبرا، وسلمته الشهادة، وحين سألوني أبناء عمه، قلت باطمئنان: ان الشباب جهّزوا له القبر.
 الى الان مسألة القبر الذي اعجب ابني لم تمر برأسي الا حين صرت عند قبره، ابتسم لي الشاب وقال: عمو هذه مقبرتنا والقبر المحفور هيأته لي، ولا فرق بيني وبين علاء صديقي، قررت حينها أن لا أروي الحكاية لأحد من اقاربي، ولن اروي قضية القبر ابدًا؛ كي لا يتهمني أحد بالجنون.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتظر العلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/03/24



كتابة تعليق لموضوع : هذا هو القبر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net