صفحة الكاتب : جنة العامري

مفارقات مجتمعية
جنة العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 على سبيل التصور والفرض؛ لو افترضنا هناك نهر ممتلئ بالإعشاب البحرية الغير نافعة، وأسماك متنوعة منها الصغيرة ومنها الكبيرة، ومنها الديدان المضرة والكائنات المجهرية.

الحقل؛ يحتوي على العديد من المشاهدات والتصورات الذهنية العميقة. يجد العقل هناك أسماك نافعة كثيرة إذا هي صفقة مربحة.

والعين ترى؛ إن في النهر ما هو ضار وغير نافع، وهي بالنتيجة تعكس كما المرآة صورة ما يقع أمامها.

بينما اليد؛ تصطاد وتأخذ الجيد وترمي كل ما هو غير نافع, وتفعل الكثير حتى في بعض الأحيان دون مشاورة العقل، كأن اليد هي الحاكم الأول والأخير!

المفارقة تعني؛ تجارب نقوم بها في عالمنا الغير محسوس إي في الخيال في المخيلة ولا نستطيع القيام بها في العالم المادي الحقيقي, وهي تعني ان نفكر بالمنطق إي نفكر بعقولنا لنصل إلى بعض التناقضات حتى نناقشها ونصل إلى نتيجة مرضية. 

مشكلة التناقض تكمن في كونها غير موجودة في العالم الحقيقي حيث لا نستطيع أن نقول على شيء ما انه صح وخطأ في الوقت ذاته إي إما نقول صح إما نقول خطأ.

 

هناك عدة عوامل تتحكم بتصرفاتنا فمنها مايقودنا إلى فعل الأشياء الجيدة، ومنها مايقودنا لفعل الأشياء الصحيحة، والبعض الآخر يجعلك إنسان واقف في المنتصف لا تستطيع فعل إي شي تماما.

في مجتمعي هناك عدة مفارقات، حين نشاهد امرأة كبيرة في السن جالسة على قارعة الطريق وهي تبيع المناديل حتى ترجع إلى أطفالها وتطعمهم، إي تكسب قوت يومها بكل ثقة وحب،

وهناك طفل صغير بتلك العيون البريئة يقف إلى جانبك ويقول لك إني جائع أريد منك بعض النقود لاشتري شيء أسد به رمقي، وهناك شاب مثقف مهذب يحمل ما تبقى من كتبه الأدبية ويجول الشوارع حتى يبيعها ويشتري بثمنها علاجا لوالده المريض،

وهناك في مجتمعي أناس يعيشون بترف ونعيم حيث يملئون المطاعم والمقاهي وأصوات الضحك تملئ إرجاع المكان وخلفهم في الشارع ناس تتضرع من الجوع والتعب، في مجتمعي يتخرج طالب العلم بعد سنوات طويلة من الدراسة والجهد لتكون له المكافئة هي أن يعمل نادل في إحدى المطاعم، أو المقاهي، أو تكون هديته بعض الأمتار على رصيف الحياة ليجني ثمرة السنوات ويصبح بائع متجول حاله حال الكثير.

هكذا هو مجتمعي يا سادة انه بلد الخير، ولا خير بمن يقوده..!

لماذا يا ترى هل العيب  فينا نحن؟!! أم العيب بعقل ذلك الصياد صاحب الحقل الكبير، انه جعل يده تغلب على عقله، وظلم جميع الرعاة في حقله.

المفارقة موجودة حتما في عقولنا ولغتنا حيث لا توجد بصورة مادية، وإنما تكمن في العقل ذاته، حينما يرى أشياء يريد فعلها، أو يرى أشخاص يريد أن يحذوا حذوهم، وهذه الأمور عندما وجدت في العقلِ فسرتها اللغة وأطلقت عليها لفظة (مفارقة )

فعندما نقول: إن هذا الرجل يحمل بيده عدة أكياس وضع منها واحدة، هل نستطيع القول إن الرجل أصبح خالي الوفاض؟؟ حتما لا، كذا تكن المفارقة في عقولنا وليس في العالم المحسوس.

فوجب علينا أن نفهم المعنى الحقيقي للمفارقة، وكيف يمكننا أن نتعامل معه بشكل سليم، ننفع به أنفسنا ومجتمعنا. كقارورة فيها مادة زيتية نأخذ منها ما نحتاج بكل هدوء وتأني ونترك ما تبقى ونغلقه بأحكام حتى لا ينهدر ويتلف الأشياء من حوله..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جنة العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/09/24



كتابة تعليق لموضوع : مفارقات مجتمعية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net