صفحة الكاتب : صالح المحنه

لماذا إنهارتْ خلافتهم ؟
صالح المحنه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هل أدرك الداعشيون ومن لفَّ لفهم لماذا إنهارت خلافتهم المزعومة بهذه السرعة؟ عندما سقطت محافظة الموصل بأيدي الداعشيين وبمساعدة الخونة والمتخاذلين والطائفيين ، طبّل لهم أغلب المسلمين من العرب وغير العرب بل والكثير من السنّة العراقيين للأسف الشديد ، هلّلوا لها وإستبشروا وتفائلوا بعودة الخلافة الإسلامية وإنبعاث أمير المؤمنين من جديد ، ليملأ أرض العراق قسطاً وعدلاً بعد إنتزاعها من حكم الكفّار، بعض الشعوب عبّرت عن فرحتها بعودة الخلافة الإسلامية بالتظاهر ورفع صور خليفتهم العادل (أبو بكر البغدادي) وكانت علامات الفرح والسرور تعتلي وجوه المتظاهرين وهم يهتفون الله اكبر ، الشعب الفلسطيني في غزّة وشعب الأردن وهم نسخة واحدة كانوا اكثر المتفائلين بإعلان الخلافة الداعشية ! أما سفلة الخليج من الأغنياء قد فتحوا خزائنهم بسخاء لجمع الأموال ودفعها الى بيت المال للخلافة الإسلامية ولتمويل المتطوعين للدفاع عن الخلافة من الذين قطعوا المسافات الطويلة وعبروا القارات لمقاتلة العراقيين الكفّار! أمّا بعض رجال الدين وخطباء الجُمع والجوامع قد تهيأ للوضع الجديد وأصبح يردد إمتيازات الخلافة الإسلامية وكل منهم يمنّي نفسه بالعيش تحت ظلال الإسلام الداعشي الجديد ، وبالغوا في أدعيتهم لنصرة دولة داعش وهلاك العراقيين ، ولكن مع كل هذه الوقفة العربية والإسلامية مع دولة الخلافة الداعشية وتمويلها بالأموال والرجال سقطت وتحطّمت وإنهارت تحت ضربات العراقيين الأبطال ، وتفرّقَ جنود الخلافة بين قتيل ومهزوم متسللا بين النساء والاطفال النازحين مرتدياً الملابس النسائية وهؤلاء قد ساقهم حظهم العاثر الى الإرتماء بأحضان المقاتلين العراقيين الأبطال فنالوا جزاءهم الذي يستحقون .أمّا أميرُ المؤمنين لازال مصيره غير معروف والأرجح أنه لن يفلت من قبضة الأبطال ، والسؤال بعد هذا الإنهيار والسقوط السريع لدولة الخلافة الداعشية ..ماهو رأي رجال الدين الطائفيين الذين باركوا واستبشروا وأيدوا ودعوا بكل صدق لهذه الشرذمة ومعهم جميع المشجعين والداعمين لفرقة داعش ؟ ماهو ردّهم وماهو قولهم وهل أدركوا أن موروثهم الروائي وتأريخهم الدموي وأحاديث سلفهم وماوعدوهم به من إقامة دولة الحق هي محض إفتراء وكذب ولاتؤهلهم لإقامة إمارة وليس دولة ؟ هل أيقن علماء الأزهر ومؤسسات السعودية الوهابية أن بضاعتهم تالفة وأدواتهم الفكرية لاتصلح حتى لإقامة وتقويم حضيرة حيوانات ؟ وأخيرا هل أدرك المسلمون قاطبة أنهم كغيرهم من البشر ولاوصايا لهم على أحد ؟ وأن يؤمنوا بقوله تعالى ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وقوله (عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون). أم لهم رأيٌ آخر.؟ بارك الله بجهود المقاتلين العراقيين الأبطال جنود الحق والإنسانية. ورحم الله شهدائنا الأبرار.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح المحنه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/09



كتابة تعليق لموضوع : لماذا إنهارتْ خلافتهم ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net