المعيار في تحديد الإجتهاد والاعلمية
باسم اللهيبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
باسم اللهيبي

هل المصنّفات وكثرتها هي المقياس في الاجتهاد والاعلمية ؟؟ أم إن المقياس هم ذوو الخبرة المأمونون ؟؟
الجواب : لا بدّ للناس من الرجوع لأهل الخبرة المأمونين .
وذلك
أولا :
لأن المصنفات التي تدل على الاجتهاد وتدلّ قوتُها على الاعلمية إنما هي تلك المصنفات التخصصية الدقيقة التي لم يكن إدراكها - فضلا عن الترجيح فيما بينها - بمتناول عامة الناس ، فلا بد من الرجوع في هذه المصنفات إلى المتخصصين في هذه العلوم ( وهم أهل الخبرة المأمونون المعروفون بالعلم والتقوى ) ولو قال بعضٌ من أساطين المذهب بهذا الطريق ( وهو أن معرفة الاعلم تكون من خلال المصنفات ) فإن قصده قطعا هو : إن اهل التخصص والخبرة يعرفون الشخص من خلال مصنفاته العلمية .. لا أن العامة من الناس يعرفونه من خلال مصنفاته ، وذلك لعدم إمكان ذلك كما بينّا .
وإن إرجاع العامة الى المصنفات هو نوعٌ من أنواع التضليل والتجهيل ، كما يقال للمريض : تعرّف على الطبيب والطبيب الحاذق من خلال مصنفاته لا من خلال ذوي الاختصاص في هذا الشأن !! خصوصا وأن الكثيرين يجدون صعوبةً في فهم الرسالة العملية ! فكيف بالمباحث العليا !؟
ثانياً :
وجدنا ممن لديهم الكثير من المصنفّات في مختلف أبواب العلوم الدينية ممن لم يذق طعم الإجتهاد وهو أبعد ما يكون عنه ، فيما وجدنا من الفقهاء الذين يُشار لهم بالبَنان ولم تجد لهم مصنفاتٍ تُذكر أو أنها قليلة جداً .
قد يُقال :
إذن لماذا عدم التأليف ؟
الجواب :
إن الفقيه حينما يشرع بكتابة موسوعة او كتابٍ ما ، لابد أن يكون هناك مقتضي لهذه الكتابة - يعني هناك حاجة اقتضت التأليف - وليست القضية قضية سباق وتفاخر !! ..
فقد يكن رأي هذا الفقيه أو ذلك أن الكتابة لا مقتضي لها لوجود مصنفات تغني عن كتابته ، كما يُنقل عن آية الله الشيخ هادي آل راضي - حفظه الله تعالى - وهو الموسوعي في علم الرجال ، حين سُئل عن سبب عدم كتابته في علم الرجال .. فأجاب : لا مقتضي للكتابة فهناك من المصنفات ما يغني عن كتابتي .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat