الانسان الاول سكن في السهول ام الجبال اولاً
عامر ناجي حسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عامر ناجي حسين

القرآن الكريم مُحكم لأنه كلام الله سبحانه وتعالى الذي لا يمكن لاحد ان يبدل ما فيه , اضف إلى ذلك ان الفاظ القرآن الكريم ايضاً محكمة بمعنى انه عندما يريد استخدام لفظة "اتى" لا يقول "جاء" لان كلاً منها له معناه وعليه فقد استوقفتني الآية الكريمة : بسم الله الرحمن الرحيم : "وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ" (74/الاعراف)
وبالتحديد الذي استوقفني فيها هو ذكره لموضوع السكن في السهول ببناء القصور وفي الجبال بنحتها لتكون بيوتاً , هل تقديم سكنى السهول على الجبال فيه اشارة إلى :
1- ان سكنى السهول تقدمت على سكنى الجبال منذ وجد البشر على الارض.
2- ام ان السكن كان في كلاهما في آن معاً أي في السهول والجبال وجد من يسكن هنا ووجد من يسكن هناك؟.
3- ام ان تقديم الآية لسكن السهول على سكن الجبال لا اعتبار له من حيث التراتب الزمني؟.
4- هناك من سيقول ان قوم عاد الذين جاء النص القرآني بحقهم عند معرض الحديث عنهم إنما زمن تواجدهم على سطح الارض احدث ممن سكن عليها في العصور الحجرية لذا فالإنسان الاول عاش في كهوف الجبال قبل ان ينزل الى السهل.
وفي ظل محدودية الآثار المادية المكتشفة عن البشر الاوائل ارى ان الانسان عاش في السهل والجبل في آن واحد ولم يقتصر السكن على الجبال أول الأمر ومن ثم النزول إلى السهل كما تذهب إلى ذلك دراسات المختصين في التاريخ القديم , لسبب اراه منطقياً هو ان كلام القرآن الكريم مطلق في تقديم سكنى السهول على الجبال ولعل لفظتا قصور وبيوت فيها اشارة إلى الاغنياء والفقراء فيكون الاغنياء من سكان السهول والفقراء من سكان الجبال وبالتالي تكون السهول والجبال قد تم سكناها في آن معاً فيكون ذكر الله سبحانه وتعالى لإصحاب القصور في السهول قبل اصحاب البيوت المنحوتة في الجبال على اعتبار ان الاغنياء مقتدرين من الناحيتين المالية والاجتماعية اكثر من غيرهم وهذه بحد ذاتها من مسببات غرور الانسان وانصرافه عن تعاليم الله سبحانه وتعالى.
اما عن رأي المختصين بالتاريخ القديم وهو ان الانسان القديم إنما عاش في كهوف الجبال لعدم قدرته على بناء بيوت لهم أو لخوفهم من الحيوانات فهذا أمر غير منطقي لسببين الأول ان الانسان مثلما استطاع ان يكيف الجبال لسكناه يستطيع تكييف السهل لذلك بمعنى انه يستطيع توفير المساكن التي تلائم عيشه فيها , اما الخوف من الحيوانات فقدرات الانسان الجسمانية كانت كبيرة وتمكنه من اصطياد الحيوانات والتغذي عليها وهو في الكهف لا يمنعه من اصطيادها والتغذي عليها وهو في السهل.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat