صفحة الكاتب : يحيى غازي الاميري

 (1)
ضجرٌ 
اِحتارَ(سمير) وهو يقلبُ قنوات التلفاز                                    
أيّ قناةٍ يختار 
بعد َأنْ ترادفَتْ عليه الأخبار 
بينَ موتٍ وانفجارٍ 
وسرقاتٍ وخيانةٍ وانهيار.
ضُجَّ رأسُهُ بالأفكار
وخيّمَ عليهِ القلقُ والضجر 
لأيِّ مكانٍ يتجه
لقتلِ هذا النهار
هل، يبقى يتابع نشرات الأنباء؟
أم يذهب للتجوال في الأخطار
حتى موعدِ الإفطار؟ 
فحكمَ عقله أن يذهبَ الى الاْستِخارةِ !
 فجاءَ الجواب
 أن يبقى ملازماً للدارِ ومتابعٍ للأخبار. 
(2)
نشرة الأخبار قبل  مائدة الإفطار
في أرضٍ جرداء
بيتٌ من الطينِ،
تلاصقُ جدارهِ المتهالك 
نخلةٌ واحدةٌ عالية الجذع. 
الريحُ ساكنةً ، في حرِّ صيف العراق، قرصُ الشمس
يميلُ للغروب.
امرأةٌ عجوز تسجرُ التنور
من فوهةِ التنورِ
تتصاعدُ مسرعة ً كتلة من
دخانِ كثيف، يتبعها وهجُ  نارٍ مستعر
 بجانبِ العجوزِ 
 تقفُ صبيةٌ متيقظة، بشعرِ أشعثَ
لوحتْ وجنتيها الشمسُ، فزادتها حمرةً وسُمرة،
 تمدَّ الجدةَ بالحطب 
وشابةٌ يافعةٌ، تتسربلُ بالأسودِ
ووجه تلبسه الآسى
 تقفُ بالقربِ من دكةِ التنور
 تقتطعُ على مهللٍ أجزاءً صغيرةً من كتلةِ العجين.
وتدورها وترصفها جنبَ بعضها بعنايةٍ ودقة .
امرأةٌ أخرى على مرمى امتارٍ
تفترشُ الأرضَ 
تجلسُ على عجزها وهي تحلبّ بقرة ،
الدجاجُ منتشرٌ حولهما

وتحتَ ظلِّ النخلةِ والحائطِ الطيني، 
بُسط سماطٌ وبساطٌ يفترشه كهلٌ
ضريرٌ وصهره، 
يسمعان من المذياعِ 
موجز النشرة.
وأطفال عشرة
تدور حول البساط والتنور والبقرة. 
(3)
(سبايكر) مجزرة العاشر من حزيران 2014.
في كلِّ مكانٍ من أرضِ الوطنِ 
من الفاوِ حتى مقبرةِ وادي السلام 
منذْ أنبلجَ فجرُ الصباح
افواج ٌ من الرجالِ توشحهم الحزنُ والشجن 
جموع ٌ من الثَكالى
من أعينهن تنهمرُ سيول الدموع،
مُجللاتٍ بالسَّواد وبأيدهن الشموع.

أعياهنَ الضَّيمُ والظلم
يتجرعنَ على مضضٍ
مرارةِ الصَّبرِ، وجورِ الدهور
و ألاف من الأطفالِ اليتامى
تتجمعُ بحلقاتٍ قرب محلاتِ سكناهم   
 بوجوهٍ باكية ٍ
حائرةٍ، لفحها وهج الشمس
وهم يحملونَ صور ابائهم 
يسألون المارة في الشوارعِ
والخارجين من ابوابِ الجوامعِ 
فيما مجاميع منهم، 
يقرعون شبابيك القابعين في الصوامع
وجميعهم يكررون ذات السؤال :
هل يوقدون الشموع؟ 
أمْ يبقون، سنة أخرى
بانتظارِ نتائج التحقيق،
لكشف ملابسات المسؤول
عن المجزرة ؟!
(4)
مارش النصر
قيظُ الصيف ، يلهبُ الابدان
موسيقى مارش عسكري يصدح  
القائدُ متبختراً بالنصرِ يسير
 في قريةٍ مهجورةٍ 
خلفتها الحرب يبابْ
مئات الجنود
 تحث الخطى خلف القائد
ومجاميعُ أخرى تلتفُ حوله
 تحرسهُ بفوهاتِ البنادقِ
وحدقاتِ العيون.
يجلسُ (سمير) محدقاً بشاشةِ التلفاز 
وصوته بدا خفيضاً يهتف
_ نعم هذا هو وضع العراق
ومع موسيقى المارش العسكري
زادَ صوتهُ حدة ً
 حتى صاح
بهياجٍ شديد
(عاش العراقْ. يصمت قليلاً ، ويسحبُ النفس العميق 
ثم يبدأ بالهتاف:
 عاشَ العراقْ
عراقُ الضحايا 
عراقُ السبايا
عراقُ الرزايا
عراقُ المنايا 
عراقُ المحن)
(5)
فطور رئاسي 
في المساءِ
وباحتفالٍ رئاسيٍ مهيب
في صالةِ أكبرِ فندقِ في البلادِ
 يقفُ القائدُ مخاطباً 
ضيوفَ مأدبته الرمضانية الباذخة
{اليوم أيها الأكارم، أقمت على شرفكم هذه المأدبة.
لنحتفل معاً
 بانتصار الديمقراطية
وبنصرنا المؤزر.}
 ـ لحظة من الصمت  ـ
يرتفع صوت القائد : اللهم لك صمنا ، وعلى رزقك أفطرنا ،فتقبله منا.
وهو يرفعُ بيمينهِ قدح اللبن وبيسارهِ شوكة ثبتَ في طرفها
 حبةً من تمرِ التبرزلْ
(6)
حـرب ترمبْ
الحَـربُ خـطرٌ 
الإرهابُ خطرٌ
قطرٌ في خطر 
الإرهابُ يأتي منَ الجزيرةِ وقطرْ
 الخطرُ يحدقُ في قطر. 
الحربُ والإرهابُ
 يخلفان
 العذابَ والخرابَ
 والحرمانْ.
مالمو في 10 حزيران 2017 
معاني بعض المفردات التي جاءت بالنص كما وردت في قاموس المعاني:
اِحتار:ظلَّ سبيلَه ولم يهتدي للصواب، تردَّد وشكَّ
العَجزُ: مؤخر الشيء؛ الشطر الأخير من بيت الشعر
السِّماطُ: ما يُمَدُّ لِيوضَعَ عليه الطعامُ في المآدبِ ونحوها.
ثكلَى:الجمع ثَكالى، اِمرأةٌ ثَكْلَى،فَقَدَتْ أبنِها، أيْ مَفجُوعةٌ بهِ.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غازي الاميري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/13



كتابة تعليق لموضوع : حزنٌ و ضجرٌ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net