التمهيد لشهر رمضان
السيد اسعد القاضي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السيد اسعد القاضي

التسلسل الزمني للاشهر العربية، ووقوع شهرَي رجب وشعبان قبل شهر رمضان مباشرة، مضافاً إلى ما ورد عن المعصومين (عليهم السلام) في فضل العبادة في شهرَي رجب وشعبان، كل ذلك يعطينا صورة ـ تكاد تكون جليّة ـ عن أن رجب وشعبان يقعان موقع التمهيد لشهر رمضان، ويكون المؤمن في هذين الشهرين في دورة عباديّة ترويضيّة، كي يستقبل شهرَ الله وهو في أتم الاستعداد الجسدي والروحي.
إن الناظر في الكتب المختصة بالعبادات والأدعية ليجد أن عبادة الجليل سبحانه ـ بمختلف أشكالها ـ مرغوبة ومحبوبة للخالق في كل وقت وفي كل آن، إلا أن هناك أوقات معيّنة تكون العبادة فيها أهمّ وأأكد، وينال العابد فيها جزاء أوفر وثواباً أعظم، ومن أعظمها وأهمها هو شهرَي رجب وشعبان، حيث أعدّ الله تعالى أجراً عظيماً للعابد فيهما، ليأتي بعدهما شهر الله تعالى، ذلك الموسم العباديّ الذي يتميّز عن سائر المواسم العباديّة بميّزات يصعب حصرها.
ولأهمية استغلال أكبر قدَر من الفرصة التي سنحها الباري عز اسمه في شهر رمضان، ومن أجل دخول أكبر عدد في ساحة رحمته وحضيرة عفوه.. لاجل هذا كله مهّد لقدوم شهر رمضان، وجعل هذا التمهيد كدورة ترويضيّة للطاعة، ليرجع الناس فيها عن غلفتهم، ولتُصقل أرواحهم وتعتاد نفوسهم، ولتتحبب الطاعة لقلوبهم..
إن حلول شهر رمضان ما هو إلا سبب من أسباب رحمة الله الرحيم بعباده، فتنال رحمته كلَّ أحد، تنال من يستحق ومن لا يستحق.
فالحريّ بنا ان نأخذ من شهر المغفرة ما يحول بيننا وبين عذاب الله، ونتزود فيه من خير الزاد فان خير الزاد التقوى.
بلّغنا الله واياكم شهر رمضان، ووفقنا جميعاً لطاعته، انه سميع مجيب
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat