صفحة الكاتب : الشيخ عباس الطيب

الـفـصـل الرابع : الـسـيـد الـحـيـدري .. و مـصـادره الـعِـلّـمَـانِـيَّـة !!! .
الشيخ عباس الطيب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم , و الحمد لله رب العالمين , و الصلاة و السلام على نبينا محمد , و على آلهِ الطيبين الطاهرين .
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته , أخوتي و أخواتي في الله .
::: عــنـــــوان الــفــصـــــل الــرابـــع :
( ألأفكار الجنسية الفاسدة و التلبيس و التحريف و سرقة الأبحاث عند الكاتبة آمال قرامي )
@ قلب مفاهيم العلاقة الزوجية و الذكورية و الأنثوية .. عند الكاتبة !! .
في الصفحة الأولى من الفصل الخامس الذي خصّصته للحديث عن العلاقة الزوجيّة تقول آمال قرامي : (شكّلتْ دراسة العلاقة الزوجية موضوع أهتمام القدامى و المحدثين على حد السواء . في حين أن علاقة الأخ بأخته أو علاقة الأب بأبنته لم تنالا حظّهما من العناية , ... أن علاقة الذكر بالأنثى تتجلّى بالفعل من خلال العلاقة الزوجية خلاف علاقة الأخ بأخته التي يغيب فيها بُعد الجنسانيّة و وظيفة الإنجاب و النهوض بمختلف الأدوار)[1] , إن حصر العلاقة بين الذكر و الأنثى في بعدها الجنسي فقط يهدم كل أنواع العلاقات الأخرى كالأبوة و البنوة و الخؤولة و العمومة ... , فضلاً عن أنه يمثل دعوة صريحة للفوضى الجنسية بالقضاء على المحارم و هتك الأعراض , و هو ما يسعى إليه أعاجم الجندرة , و مَن لفَّ لفَّـهم في قسم الحضارة بمنوبة .
تقول آمال قرامي : (و لعلّ عُسر ولادة البنت دالّ على تردُّدها في أن تحتلّ موقعاً في المجتمع)[2] ، لو حملنا هذا الكلام على محمل الجدِّ فمَا القول يا ترى في الأسبوعية التي ولدت في شهرها السابع قبل أن تتم التسعة أشهر ؟ , هل يصحُّ القول بأنها كانت متعجلة لتحتل موقعاً في المجتمع ؟!! .
و في موقع آخر تتساءل آمال قرامي : (فهل كانت طريقة أكل النساء مختلفة عن طريقة أكل الرجال ؟) , ثم تتساءل مرة أخرى : (أكانت المرأة تنهش اللحم و تلعق أصابعها كما يفعل الرجل الذي يقتدي بالسنة ...) , و العجيب أنها تجيب نفسها قبل هذين التساؤلين بسطر واحد قائلة بأن : (دارس آداب المؤآكلة ... يعجز عن الإجابة عنها نظراً إلى أنعدام الأدلة)[3] , نترك التعليق على ما ذُكر و نمضي إلى غيرها .
أستندت آمال قرامي في كل ما سوّدت بهِ كتابها على أعاجم الجندرة من الشواذ , فتنقل عنهم الفكرة ثم تفتش لها عن مستندات في تراثنا العربي الإسلامي أّيّاً كان مصدرها , أو مذهب صاحبها , أو الإطار الذي قيلت فيه لهذا السبب بالذات , فخلطت في إيراد النصوص التي تستشهد بها كما تبيّن في الفصول السابقة , فعند حديثها عن الأذان في أذن المولود[4] , و هي مسألة لا علم لأعاجم الجندرة بها , لم تجد آمال قرامي ما تقول , و لأنها تنقل عنهم دون بصيرة , فلم تقدر إلا على تسويد أسطر معدودات نقلت فيها خبراً عن الحسن و الحسين (عليهما السلام) , و لكنها قد غفلتْ عن أنها تنقل عن شيعي[5] , و ليس عن أعاجم الجندرة !! .
و لأن أعاجم الجندرة أستطاعوا ــ لأسباب تأريخية خاصة بهم ــ دفع الكنيسة إلى إصدار طبعة من الكتاب المقدس حُيِّدَت فيها كل الألفاظ , و خُـنِّـثـت اللغة , فغاب المذكر و المؤنث في سابقة تأريخية لا نظير لها[6] , فإن آمال قرامي حاولتْ السير على نهجهم , و ذلك بشيء من التخفي و المناورة تقول : بأنه يجب أن : (ننتبه إلى إنحياز اللغة و سعيها إلى إقامة الفصل بين الجنسين خدمة للنظام الجندري)[7] , الأمر الذي يعني لديها أن صيغة المذكر و المؤنث في اللغة لا تصف واقعاً , بل تكرّس تفرقة بين الذكور و الإناث , و تستند في ذلك إلى الخنثى الذي التبس أمره من الناحية الجنسية لتشوُّه خلقي , تقول : بـ(أن الحديث عن الخنثى ورد بصيغة المذكر ... (مستنتجة من ذلك) إذ أنه لم يعد بإمكان المنظومة الفقهية الحديث عن الذكر و الأنثى , ... فاللغة العربية نفسها تعكس هذا الفصل بين الجنسين بأعتبار أنها لا تملك ضميراً محايداً . فكيف يتم التخاطب مع هذه النماذج و ما يُقال عند الحديث عن الخنثى : هو أم هي)[8] , بهذا الأسلوب الملتوي المخاتل تسعى آمال قرامي بعد أتهام اللغة إلى تحييدها لتضيع بذلك الحدود بين الذكر و الأنثى , فيخرب الجهاز المفاهيمي القائم على التمييز بينهما , و تهدم الأسرة و يقضى على التنظيم الإجتماعي ، فمَن يتجرأ اليوم على الدعوة إلى تخنيث المصطلحات الفقهية و القانونية لن يجد غضاضة إن سمحت الظروف له في الدعوة إلى تغيير القرآن تحت ستار تحييد اللغة كما صنع أعاجم الجندرة مع الكتاب المقدس !! .
:::
@ التلبيس .. عند الكاتبة !! .
معنى التلبيس في اللغة هو : التدليس و التخليط حتى يلتبس الأمر على الطرف المقابل , و هي حيلة يلجأ إليها الذين يستهدفون الترويج للأهواء و نزعات النفوس , موهمين الناس بأنها تستند إلى صحيح النظر و دقيق الحجاج , و لنا فيما سوَّدت آمال قرامي أمثلة تندُّ عن الحصر نجملها فيما يلي :
أنحرافها بالمصطلحات عن معانيها ، ففي حديثها عن أحكام الصلاة قالت بأنها : (ليست إلا صياغة بشرية نابعة من المعايير الأجتماعية و المواضعات الثقافية السائدة في المجتمع و العصر)[9] . في تقديرنا أن الحديث عن عبادة الصلاة يجب أن يأخذ بعين الأعتبار الإطار الثقافي الذي ضمنه نُحت المصطلح .
فالصلاة في الديانات الوضعيّة كالبوذيّة و غيرها هي غير الصلاة في الإسلام , لأن هذه الأخيرة تستند إلى الوحي , فالرسول (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) هو الذي عَلَّمَ الناس الصلاة , فالصلاة هي : (أقوال و أفعال يُقصد بها تعظيم الله , مُفتتحة بالتكبير و مُختتمة بالتسليم ، بأركان مُحدّدة , و شرائط خاصّة , في أوقات مُقدّرة) , أي أنها تُؤدَّى كما أدَّاها الرسول (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) و لا يجوز لأيٍّ كان أن يُغيِّر فيها بالإضافة أو الإنقاص أو التقديم أو التأخير ، و بَيِّنٌ أن هذا التعريف جامع مانع , أمّا تعريف آمال قرامي فإنه يصدق على كل شيء , فلو أبدلنا لفظ الصلاة بالمسرح أو الموسيقى أو رقص البالي ... لمَا تغيَّر معنى الجملة .
فضلاً عن أن المقصود من إيراده بهذا الشكل التمهيد لتخريب الصلاة , بتغيير طريقة أدائها و نشر الأوهام حولها , من ذلك أدعائها : بـ(كثرة القيود المفروضة على المرأة أثناء أداء الصلاة قياساً بالرجل , و هي قيود تستهدف تقليص حجم جسدها ... , أمّا الرجل فيُطلب منه البسط و المدّ و الأنتصاب و التفريج)[10] , و هو كلام مكذوب من ألفهِ إلى يائهِ , لأن أحكام الصلاة واحدة بالنسبة إلى الذكر و الأنثى , إلا فيما أقتضته الطبيعة كحالات الحيض أو النفاس و أمثالهما . أمّا (تقليص حجم الجسد) الذي ادّعت أنه خاصٌّ بالمرأة فمحض أختلاق , إذ رُوي عن أنس أن النبي (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) قال : ((رصّوا صفوفكم و قاربوا بينها و حاذوا بالأعناق))[11] , و هو حكم عام يشمل الذكور و الإناث بدون أستثناء .
:::
@ الصلاة عبارة عن ممارسة جنسية .. كما تدعي الكاتبة !! .
تأتي آمال قرامي بالعجب العجاب , و رغم طول الفقرة فإننا نوردها كاملة حتى يتأمل القارئ المهانة الفكرية التي يصل إليها الإنسان لمَّا تغيب الموضوعيَّة و الدقة و المعرفة و تحضر الأهواء المنفلتة من أي عقال ، تقول : (و يوحي السلوك الحركي الذي تفرضه الصلاة بأشكال من الجماع ، منها ما يكون في القيام ، و منها في القعود ، و منها في الأنبطاح ، و منها في الانحناء الذي تنحني فيه المرأة كأنها راكعة ، و منها الإدبار المُتمثل في وطء المرأة و هي مُجباة ، ... و يتضح بعد الجنسانية الحاضر في الممارسة الطقسية في موقف السحاقيات[12] من الصلاة . فقد عزفن عن ممارستها لأجل الركوع لأن هذا السلوك الحركي لا يرتبط في أذهانهن بالخشوع لله بقدر ما يذكرهن بالإستسلام للرجل و لرغباته)[13] !! .
و الغريب العجيب أنها تعتبر صوت الرجل يرمز إلى قضيبهِ , فتقول : (و الصوت رمز قضيبي)[14] . أترك التعليق للقارئ الكريم !! , و لكن فقط أقول كلمة واحدة و التمس العذر من القارئ : عندما أقرأ في كتاب آمال قرامي أشعر و كأنني أتصفح في مجلة إباحية و ليس في رسالة علمية (دكتوراه) كما المفروض أن تكون , و لا أعرف أين السيد كمال الحيدري من كل هذا الفساد الفكري الذي تحمله الكاتبة عندما مدحها و كتابها و هو مُتفاخراً بذلك جداً !! .
:::
@ التحريف .. عند الكاتبة !! .
(1) تحريفها الإستشهادات و التصرف فيها بالإضافة و التحوير , ثم تنسبها إلى أصحابها على غير صورتها الأصليَّة , من ذلك أن آمال قرامي أستعملت كتاب (وصف إفريقيا) للحسن بن محمد الوزان المعروف بليون الإفريقي , الذي وصف فيه مشاهداته في البلاد الإفريقية كبلاد البربر و الجريد و الصحراء الكبرى و السودان ... , فعند وصفه لعادات أهل مدينة فاس , قال الوزان : (و إذا أتفق أن العروس لم تكن بكراً ردَّها الزوج إلى أبيها و أمّها , و في ذلك عار كبير عليهما , لا سيّما و أن جميع المدعوين ينصرفون دون أكل)[15] .
التحريف هو : أن المُصنف (الحسن أبن محمد الوزان) يتكلم عن عادات خاصة بمدينة فاس فقط لا غيرها , و لكن آمال قرامي خانتْ الأمانة العلمية فعمَّمتها على مختلف المجتمعات الإسلامية , بل الأكثر من هذا أنها لم تكتفِ بذلك فقط , بل تصرفت فيها بالإضافة , تقول : (أمّا إذا أتفق أن كانت العروس قد فقدت بكارتها بوثبة أو غيرها ردها إلى أهلها)[16] , بهذا الأسلوب تدلِّـس آمال قرامي قول الحسن الوزان و تُضيف لفظ (الوثبة) !! , و فيه إحالة للقارئ على ما دأبتْ الحركات النسوية على ترويجه , مِن أن غشاء البكارة إنما يُثقب بالوثب و القفز .
في الجزء الثاني من كتابه خصَّص (الحسن أبن محمد الوزان) فصلاً تحدث فيه عن عادات سكان القاهرة و أرباضها و ممارساتهم , جاء فيه : (و لباس السيدات فاخر ، يخرجن متبرجات بالحلي ، يحملن أكاليل على جباههن و عقوداً في أعناقهن ، و يضعن على رؤوسهن غطاءً ثميناً ضيقاً عالياً بقدر شبر على شكل أنبوب . و يتكون لباسهن من فستان من الجوخ ضيق الأكمام . و يختلف نوع الثوب ، لكن الفستان مصنوع بعناية و مزدان بطرز جميل . و يتدثرن بغطاء من نسيج القطن بالغ الدقة و النعومة مستورد من الهند . و يضعن على وجوههن غلالة سوداء رقيقة جداً لكنها خشنة بعض الشيء و كأنها مصنوعة من الشعر . يستطعن هكذا رؤية الرجال دون أن يعرفوهن . و ينتعلن أخفافاً أو أحذية جميلة على الطراز التركي . و هؤلاء النساء متصنعات يعرن للقيل و القال أهمية كبرى ، إلى حد أن أية واحدة منهن لا ترضى أن تقوم بالغزل أو الخياطة أو الطهي ، فيضطر الزوج إلى شراء الطعام جاهزاً من الطباخين خارج البيت . و يطبخ القليل من الناس طعامهم في منازلهم ، ما عدا الأسر الكثيرة الأفراد . و تتمتع هؤلاء السيدات بحرية كبيرة و أستقلال كثير . فإذا ذهب الزوج إلى دكانه أرتدت زوجته لباسها و تعطرت ، ثم ركبت حماراً و خرجت للتنزه في المدينة و زيارة أهلها و أصحابها)[17] .
هذا الوصف لنساء القاهرة و لِمَا يُرَفِلَنَّ فيه من حُلل و أستقلال و حرية , تنحرف بهِ آمال قرامي إلى تأكيد معانٍ أخرى لم تجُل بخاطر الوزان , متوهِّمة أنها تخدم قضية المرأة بإشاعة الأكاذيب , و ليتأمّل القارئ كيف أصبح حال المرأة القاهريَّة بعد التعميم الذي صنعته الكاتبة و تحريفها لكلام (الحسن أبن محمد الوزان) ، تقول آمال قرامي : (و في مقابل تثمين دور الزوج و تمتعه بعدد من الإمتيازات عمل المجتمع على جعل المرأة قعيدة البيت و ستيرة لا تخرج و لا تعمل حتى لا تفوِّت حق البعل في الأستمتاع بجسدها و بممارسة الهيمنة عليها . و صارت الغنيّة مجبرة على الكسل و التواكل و الفراغ لتوافر من يقوم بخدمتها ، لا وظيفة لها سوى تفريغ نفسها لمصالح الزوج و حبس نفسها على ذمته و الإنجاب . و لم تتوان الثقافة العالمة عن نسج صورة للزوجة . فكانت مثلها مثل الصبي متوكلة على الزوج فيما تحتاج إليه من الطعام و الشراب و اللباس و غيره تقضي طوال النهار مشغولة بالزينة لا تفكّر في أمر المعاش و لا يهمّها طلبه قلبها ساكن و نفسها هادئة . فإذا بالزوج يقصد دكانه للتكسّب و الزوجة تتعطّر ثم تركب حماراً و تخرج للتنزّه)[18] .
هذا الأسلوب الذي تنتهجه آمال قرامي في التعميم و الأحتفاء بالشاذ و إشاعته و في تحريف نصوص الآخرين و الأنحراف بها عن سياقها الذي وردت فيه و عمّا قصده أصحابها , يكاد يكون سمة من سمات ما سوّدت بهِ آمال قرامي صفحات كتابها .
(2) تنسب لأحمد بن عرضون قولاً نقله عن أبن الحاج , تقول آمال قرامي : (من ذلك مقايضة الجماع بالمال ، و هو سلوك شاع لدى بعض الأزواج . فـ«الزوجة إذا جاءت إلى الفراش تأخذ شيئاً يعطيه لها زوجها في الغالب غير نفقتها حسب حاله و حالها لحق الفراش على ما يزعمن»)[19] .
و بالعودة إلى نص أحمد بن عرضون الذي أستشهدت بهِ آمال قرامي نجد أنها لم تكتفِ بالتحريف المتعمد فقط , بل تجاوزت ذلك إلى تغيير الأحكام و قلبها في جرأة لا نظير لها ، يقول أبن عرضون عند حديثه عن البدع البربرية في الأعراس : (و من البدع المحرَّمة أن يدفع العروس لعروسه شيئاً من الدراهم لكي يحل سراويلها . قال أبن الحاج في مدخله و قد وقع بمدينة فاس أن الرجل إذا دخل على زوجته يعطي فضة قبل حل السراويل فبلغ ذلك العلماء فقالوا شبيه بالزنا فمنعوه و قد حذر من ذلك سيدي أحمد زروق في النصيحة له)[20] .
و يُكرر قولهِ هذا أبن عرضون في موطن أخر : (و من البدع المحرَّمة أن يدفع العروس لعروسه شيئاً من الدراهم لكي يحل سراويلها)[21] .
أيها القارئ الكريم لو قارنا كلام آمال قرامي في كتابها و الذي تنسبه إلى أبن عرضون مع كلام أبن عرضون في كتاب (المعرفة و الجنس من الحداثة إلى التراث) الذي تنقل منه آمال قرامي سنجد الفروقات التالية :
ـــ ألف : و تُضيف من عندها بعض الكلمات و تنسبها لأحمد بن عرضون .
ـــ بـاء : تحذف أهم عبارة من كلام أحمد بن عرضون و هو قوله : (و من البدع المحرَّمة أن يدفع العروس لعروسه ...) و تضع مكانها قولها : (هو سلوك شاع لدى بعض الأزواج) , و بهذا التحريف تُريد أن تُوحي للقارئ بأنه إذا أشترطتْ الزوجة على زوجها في أن لا تجعله يُناكحها إلا أن يعطيها شيئاً من المال في كل مُناكحة فهو سلوك طبيعي و كان شاعاً عند البعض سابقاً و هو غير مُحرم . فلاحظ و تأمل أيها القارئ الكريم كيف أنها تقلب الأحكام الشرعية و تجعل ما هو مُحرماً مُباحاً !! .
:::
@ سرقة أبحاث الغير .. من قبل الكاتبة !! .
أمّا ثالثة الأثافي ؛ فهي أتهام آمال قرامي بالإختلاس , و هي رذيلة أنتشرت في الوسط الثقافي و الجامعي , إذ لا تمرّ سنة إلا و نسمع بفضيحة تُشيب لها الولدان , و السرقات الفكرية أنواع كما أن اللصوص أصناف :
# فمنهم مَن يتجرأ على سرقة كتاب أو نص كامل فينسبه لنفسه بمنتهى الصفاقة .
# و منهم مَن يتعمد سرقة نص كامل من لغة و ينقله إلى لغة أخرى , و لعلَّ المثال الأشهر أطروحة أركون[22] التي نشرها بأسمه و الحال أن عمله لم يتجاوز ترجمة الدراسة الرائدة للمرحوم عبد العزيز عزت الصادرة سنة 1946م في جزأين .
# أما النوع الثالث و هو الدارج , حيث يعمد اللصوص إلى أختيار مواضيع سبق أن درسها باحثون آخرون , إذ ينهبون الأطر الفكريَّة و المصادر و المراجع و المفاهيم و النتائج و يكتفون بخلطها و إعادة ترتيبها من جديد , فيقدمون فكرة و يؤخرون أخرى متوهمين بذلك أنهم قادرون على التمويه على القراء و الفرار بجريمتهم .
في سنة 2000م نشرت دار رياض الريس دراسة لإبراهيم محمود عنوانها (المتعة المحظورة , الشذوذ الجنسي في تاريخ العرب) , كما سبق أن نشر دراسة أخرى عنوانها (الجنس في القرآن) سنة 1994م عن نفس الدار .
هذان الكتابان أستغلتهما آمال قرامي إستغلالاً كاملاً , كاد أن يصل في أحيان كثيرة إلى حد النقل الحرفي .
بعد أن نشرت آمال قرامي كتابها تفطن إبراهيم إلى المسألة فنشر مقالاً في جريدة الزمان الدوليّة العدد 3023 المؤرخ في 17 جوان 2008م , جاء فيه : (و أنا متأكد أنها أخذت عنهما الكثير بأكثر من صياغة دون أن تشير إلى ذلك ... إن قراءة النقاط التي أوردَتها و ما ورد في كتابي (يقصد المتعة المحظورة) تفصح عمَّا تقدم ... في وسع القارئ أن يلاحظ مدى الأقتباس و التحوير الجاري دون التذكير بذلك إطلاقاً ... إن كل ذلك يُقلل من مصداقية الباحثة و جانب الأمانة البحثية ... و لكن الذي يظهر و كما أرى هو أن صياغات كثيرة لأهم فقرات من كتابها ... و من خلال التفاوت في البنية اللغوية أو طريقة التعبير من فصل إلى آخر أو فقرة إلى أخرى تُظهر الأرتباط غير المسمّى بكتابي (المتعة أوّلا) و أختلاسها للعديد المهمّ من أفكارها , منه إنه أختلاف في الأختلاف و لكنه أختلاف يُبرز حالة تجاهل جهد الآخر و أعتبار الجهد المُتحصل جهدها هنا , و يا لها من حالة تزييف للذات هذه و في الوسط الأكاديمي) .
و بمقارنة فصول مختلفة من الكتابين يتبيّن أن الرجل صادق فيما ذهب إليه , فالظلم واضح و الدليل بَيِّنٌ ، بعد مرور ما يفوق السنتين لم تدافع آمال قرامي عن نفسها و لم تنفِ هذه التهمة الخطيرة الماسّة بالشرف العلمي ، و لا يخلو الحال من أمرين لا ثالث لهما :
إمّا ؛ أن آمال قرامي تعتقد أننا لا نقرأ و مِن ثم فضلت الصمت .
و إمّا ؛ أنها مقرَّة ضمنياً بالإتهام .
:::
@ الـخـاتـمـــة :
(1) بعد كل ما تبين من خلال هذه الفصول نقول للذي يدعي المرجعية الشمولية السيد الحيدري : عندما مدحتَ الكاتبة العلمانية و كتابها و قلت : ((من خيرة ما كُتِبَ في هذا المجال)) , هل فعلاً قرأتَ كتابها قراءة علمية تحقيقية كما من المُفترض أنها تُليق بِمَن يدعي لنفسهِ المرجعية الشمولية , أم لا ؟ !! .
فإن قلتَ نعم ؛ فتلكَ مُصيبة كُبرى في أنه كيف فاتكَ كل هذه الخزعبلات التي عند الكاتبة ؟!! .
و إن قلتَ كلا ؛ فالمصيبة أعظمُ في أنه كيف تدعي في أن كتاب آمال قرامي هو ((من خيرة ما كُتِبَ في هذا المجال)) مع أنكَ لم تقرأه قراءة علمية تحقيقية و أنتَ تدعي لنفسكَ بأنكَ المرجع الشمولي ؟!! .
(2) بما أن كتاب آمال قرامي محوره (الجندرة الجنسانية) فيُرجى مراجعة (حقيقة مفهوم الجندر) للدكتور أحمد إبراهيم خضر[23] .
:::
@ عملنا في هذه الدراسة :
للأمانة العلمية ؛ إن أغلب هذه الفصول تم أعدادها من خلال الرجوع إلى الدراسات النقدية التي كتبها أصحابها لمناقشة كتاب آمال قرامي (الأختلاف) لبيان الفساد الفكري و الضعف العلمي و المنهجي و الفني لدى الكاتبة و كتابها . و لا أبالغ إن قلتُ أن أكثر من (90%) تم الإعتماد على دراسة الأستاذ الكاتب و الباحث و المفكر البارع أنس الشابي التونسي . و نُجمل ما بذلناه نحن من جهد بالنقاط التالية :
(1) مراجعة أكثر من دراسة جامعية (دكتوراه) في موضوع (الجندرة) .
(2) تنظيم الدراسة على شكل فصولٍ أربعة و عنونتها .
(3) مُطابقة و مراجعة ما موجود في هذه الفصول مع ما موجود في كتاب آمال قرامي للتدقيق و تصحيح ما يحتاج تصحيحه .
(4) إضافة ما نراه مُناسباً و مهماً .
(5) بيان و إيضاح و شرح ما نراه يحتاج إلى ذلكَ .
(6) مراجعة المصادر و إخراجها بدقة و تفصيل تامَيّن .
(7) عدم الإعتماد على نسخة واحدة من مصادر البحث , بل مُتابعة عدة نسخ إن وُجدت و المقارنة بينها , و ذكر أدق و أصح نسخة من حيث المتن و أفضلها تحقيقاً .
(8) إضافة بعض الأبحاث المهمة و المُكملة بشكل مُوجز في الهوامش , و ذلكَ للحفاظ على نسق و معنى متن الدراسة .
أنتهى بحمد الله تعالى , و دمتم في رعاية الله . 
الـهـوامـش ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الاختلاف : ص575 و576 .
[2] الاختلاف : ص60 .
[3] الاختلاف : ص230 .
[4] الاختلاف : ص73 .
[5] الاختلاف : ص74 , تنقل عن مستدرك الوسائل للطبرسي , راجع ص155 , رقم الهامش (178) .
[6] في موقع من مواقع الإنترنيت و التي كعادتها غَفَلتْ آمال قرامي عن توثيقهِ , فقد ورد ما يلي : ((و من أمثلة التغييرات التي حدثت منذ 1978م إلى الآن ، نجد في إنجيل ( متى ) في الإصحاح الخامس ، تغيرت كلمة (sons) إلى كلمة (Children) ، و الكلمة الأولى تعني الأبناء الذكور فقط ، أما الثانية فتشمل الأبناء من الجنسين . و في موضع آخر من الكتاب تغيرت كلمة (man) التي تعني ( الرجل ) و تطلق على الذكور فقط ، إلى (person) و هي بمعنى شخص أو إنسان , ، و من ثم فهي تطلق على الجنسين)) فلاحظ و تأمل . راجع الموضوع في الإنترنيت تحت عنوان (تعدل الكتاب المقدس ليتفق مع مفهوم الجندرة) أو تحت عنوان (تعديلات بالكتاب المقدس لصالح الجمعيات النسوية) .
[7] الاختلاف : ص427 .
[8] الاختلاف : ص477 و479 .
[9] الاختلاف : ص489 .
[10] الاختلاف : ص490 .
[11] مشكاة المصابيح مع شرحه مرعاة المفاتيح : ج4 , كتاب الصلاة , ف2 , ص14 .
[12] (السحاقيات) معناً و حكماً و عقاباً :
ـــ ألف : المعنى اللغوي للمُساحقة : السحاق و السحق و المُساحقة في اللغة العربية كلها بمعنى واحد ، يُراد بها ذلْكُ فَرج الأنثى بفرج أخرى بدافع الأستمتاع الجنسي . و يُرادف كلمة السحاق بالإنجليزية : (Lesbianism) ، و قيل أن أصل كلمة (Lesbianism) إغريقي يعود إلى جزيرة (Lesbos) اليونانية , و هي مَسقط رأس الشاعرة اليونانية (Sappho) الشاذة جنسياً , و التي كانت تمارس السحاق مع النساء اليونانيات في القرن السادس قبل الميلاد .
ـــ باء : الحكم الشرعي للمُساحقة : المُساحقة معصية كبيرة من أشد الكبائر و من أعظم المحرمات ، و هي من أنواع الأنحراف و الشذوذ الجنسي ، أو الممارسات الجنسية المثلية الخاطئة المُخالفة للفطرة الإنسانية السليمة ، فقد رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه و آله) أنَّهُ قَالَ : {سِحَاقُ النِّسَاءِ بَيْنَهُنَّ زِنًى} مستدرك وسائل الشيعة : ج14 , ص353 ، ح16937 ، للشيخ الطبرسي النوري . بل عُبِّرَ عن السحاق في بعض الروايات بأنه الزنا الأكبر ، و في رواية أخرى أن السحاقيات ملعونات كما جاء في الكافي للكليني : كتاب النكاح , باب السحق : ج5 , ص552 , ح4 .
ـــ جيم : العقاب الدنيوي للمُساحقة : أما عقابها الدنيوي فحدُّها حدَّ الزاني مئة جلدة ، فإذا ساحقت الأنثى غير المتزوجة أنثى غير متزوجة فالحد الشرعي الواجب على كل واحدة منهما مائة جلدة ، و أما إن كانتا متزوجتين و محصنتين كان على كل واحدة منهما الرجم .
عَنِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه و آله) قَالَ : {السَّحْقُ فِي النِّسَاءِ بِمَنْزِلَةِ اللِّوَاطِ فِي الرِّجَالِ ، فَمَنْ فَعَلَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً فَاقْتُلُوهُمَا ، ثُمَّ اقْتُلُوهُمَا} وسائل الشيعة : ج28 , ص166 , ح[34469] 3 .
و يثبت الحكم في السحاق بقيام البيِّنة ، و هي شهادة أربعة عدول ، أو إقرار المرأة على نفسها أربع مرات دفعة بعد أخرى من غير إكراه ، مع كمال عقلها ، و إذا تكررت المُساحقة تقتل الفاعلة و المفعولة ، و يسقط حد السحق بالتوبة قبل إقامة البينة الشرعية .
ـــ دال : العقاب الأخروي للمُساحقة : عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ جَرِيرٍ ، قَالَ‏ سَأَلَتْنِي امْرَأَةٌ أَنْ أَسْتَأْذِنَ لَهَا عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السَّلام) ، فَأَذِنَ لَهَا ، فَدَخَلَتْ ... , فَقَالَتْ : أَخْبِرْنِي عَنِ اللَّوَاتِي مَعَ اللَّوَاتِي ، مَا حَدُّهُنَّ فِيهِ ؟ قَالَ : {حَدُّ الزِّنَا ، إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُؤْتَى بِهِنَّ قَدْ أُلْبِسْنَ مُقَطَّعَاتٍ مِنْ نَارٍ ، وَ قُنِّعْنَ بِمَقَانِعَ مِنْ نَارٍ ، وَ سُرْوِلْنَ مِنَ النَّارِ ، وَ أُدْخِلَ فِي أَجْوَافِهِنَّ إِلَى رُؤوسِهِنَّ أَعْمِدَةٌ مِنْ نَارٍ ، وَ قُذِفَ بِهِنَّ فِي النَّارِ ...} الكافي للكليني : كتاب النكاح , باب السحق : ج5 , ص 551 - 552 , ح2 .
[13] الاختلاف : ص514 .
[14] الاختلاف : ص515 .
[15] وصف إفريقيا , الحسن أبن محمد الوزان : م1 , ج1 , ق2 , ص256 , ط2 , دار الغرب الإسلامي , العادات المتبعة في الزواج .
[16] الاختلاف : ص708 .
[17] وصف إفريقيا , الحسن أبن محمد الوزان : م1 , ج2 , , ص216 و 217 , ط2 , دار الغرب الإسلامي , عادات سكان القاهرة و أرباضها و لباسهم و ممارساتهم .
[18] الاختلاف : ص588 .
[19] الاختلاف : ص713 .
[20] المعرفة و الجنس من الحداثة إلى التراث , د . عبد الصمد الديالمي : ص105 .
[21] المعرفة و الجنس من الحداثة إلى التراث , د . عبد الصمد الديالمي : ص90 .
[22] و هو أيضاً من الأشخاص (العلمانيين) الذين يحتلون الصدارة عند الحيدري من حيث المدح و الأنبهار بشخصهِ و تبني الكثير من أطروحاته !! . و لا أتوقع أننا سوف نُوفق للكتابة عنه و عن تراثه عند الحيدري , و ذلكَ بسبب كثرة المشاغل و ضيق الوقت .
[23] موقع الألوكة ؛ الرابط : http://www.alukah.net/web/khedr/0/53827/ .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ عباس الطيب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/25



كتابة تعليق لموضوع : الـفـصـل الرابع : الـسـيـد الـحـيـدري .. و مـصـادره الـعِـلّـمَـانِـيَّـة !!! .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net