صفحة الكاتب : رحمن علي الفياض

نغمة شهيد..
رحمن علي الفياض

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نحن لانهزم ومنا عطاء الدم, في مشهد تختلط فيه دموع الحزن مع أهات الوطن, رن هاتف الشهيد بهذه النغمة ,وهو في مقر تسليم جثامين الشهداء, لينبري احد الضباط ويتجرع لوعة حزن في قلبه الذي ينزف حزناً على أبناءه الشهداء, ويرد على الهاتف صوت هادئ لطيف, أين انت حبيبي منذ ثلاثة ايام وأنت لاترد, فما كان منه الا أن ينفجر بالصراخ والبكاء.

أبنتي الكريمة الرقم الذي طلبتية, قد ارتقى صاحبه الى علياء الشهادة, فلايمكنك الأتصال به بعد الأن بالأجهزة المحمولة, يمكنكم التواصل معه روحيا, كون روحه تحوم حول هذا الوطن.

تلك هي قصة لألاف القصص لوطن ينزف نتيجة لجرح عميق برصاصة غدر من شقيق, فما كان منه الا أن يضمد جراحه ويخيط جروحه بدماء أبناءه, وأي أبناء أولئك الذين يتسابقون الى سوح المنون, وسواتر الشهادة والكل ينادي ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى.

أنبرت من خلف تلك الكلمات لتروي لنا قصة عشق أسمه وطن, لازالت تلك الفتاة العشرينية, تخفي خلف ملامح صوتها مكنونات الغائب الجديد في حياتها, فهي في هول الصدمة, قد أعتادت في كل ليلة أن تتصل عليه لتطمئن على احواله, وتسمعه بعض كلمات الشوق والعشق لمحبوب أسمه وطن, تطمئنه على حالها وعلى الجنين الذي ينبض في أحشائها في شهر السادس, ولتسمعه أهازيج الرصاص وتغذيه بشجاعة أب لن يحضى برؤية, والتي أختار له أسما يعشقه "جهاد".

كان أسمها في جهاز النقال "عشق وطن", وقد وجد في سجل الكالمات أن عشق الوطن أتصل أكثر من مئة مرة, وأبا جهاد لايرد, كونه منشغل بالتجهيز لعرسه الأبدي وعروسه الجديدة التي طال أنتظاره للفوز بها, أنها الشهادة, التي ذابت روحه عشقا فيها.

بعد أهات وطن, وأنين أرض تعرضت للتدنيس من قبل عدو أشر لايفرق بين الحجر والمدر,أعتلى صاحب تلك النغمة الشهيرة نحن لانهزم ومنا عطاء الدم, التي لازالت محفورة في ذاكرة كل من سمعها الى علياء الخلود وترك خلفه هاتف يرن أنها نغمة شهيد.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحمن علي الفياض
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/13



كتابة تعليق لموضوع : نغمة شهيد..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net