صفحة الكاتب : رسل جمال

ﻷدم علينا حق!
رسل جمال

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كثيرآ ما نتغنى بأﻻم وعن عظم شانها في قلوبنا، كأبناء وبالمجتمع عامة، كما ابرزت الكم الهائل من الاحاديث النبوية الشريفة، ووصايا اﻷولياء والحكماء، تلك المكانة الخطيرة، وقد يتبادر للذهن ان هناك، أهمال ربما او ظلم او حتى قلة اهتمام بدور اﻷب، و ان الادبيات لم تنصفه.

لهذا اخترت ذكرى وفاة والدي مناسبة، ﻷتحدث عن أدم "الاب" ذلك الجندي المجهول، الذي يصارع صعاب الحياة ويتحمل اقسى الظروف، لتوفير لقمة كريمة لعياله، في بلد مثل العراق يعاني من بطالة موروثة!

بسبب عدة عوامل اقتصادية وسياسية واجتماعية، تظافرت فيما بينها لتقلص سوق العمل، جعلت الكثير منهم يقدمون على وظائف، قد تكون خطرة، او لا تليق بمستوى التحصيل الدراسي، ولكنهم استبسلوا للكسب الحلال.

لذلك كثيرا مااطيل النظر لتلك السواقي التي حفرت لها مجرى في جبين مسن ما، اما تلك الخطوط الغائرة حول العين فلها قصة اخرى.

اذ معها استذكر ذلك الوجه الذي غادرنا منذ سنين، لكن صوته رفض المغادرة، وضل يتردد في اذني، واسمعه وهو يناديني " رسل كومي صبيلي غدة جوعان" لم يكن يجيد التودد لنا.

لكن عيناه كانت تقول ما بخلت به شفتاه، له هيبة اسد، اجش الصوت، لكن ببراءة طفل يهديك ما لديه، ذلك ابي الحنون العصبي.

قد يتذمر احدهم ويصرخ سائلا، ماذا قدم والدي لي؟ وكثيرا ما نسمع هذا السؤال المتخم بالجحود، وهو يتناسى ان كل ما متوفر لديه، قد كلف ابيه تجعيدة وجه، وانحنائه ظهر، وتغير ملامح.

فليس الفتى من قال ذاك ابي، على الفتى يوما ما ان يقول هذا انا، وان يقدم ويغرس، كي يحصد غيره مثلما غرس ابائنا لناكله، هنيئا مريئا، وحتى لا تستجدوا نظرة من اشيب يمر في الطريق، استرضوا ابائكم، احبوهم، تزودوا منهم قبل ان تفقدوهم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رسل جمال
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/10



كتابة تعليق لموضوع : ﻷدم علينا حق!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net