طريق إلى جهنم
محمد عبد الرضا الربيعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كلنا نخطئ، هذا أمر طبيعي، إلا من عصم نفسه وارتقى الدرجات العلى وحظي بالقرب من رب العزة باكتسابه عصمة ثانوية، وذلك ليس بعيداً عمن يسير في سبيل معرفة الله جلت قدرته. وتختلف الأخطاء بحسب فداحتها، وذلك الاختلاف هو المعيار في المفاضلة بين العباد، فكلما قلت أخطاء المرء وضؤلت كان أقرب إلى الله تعالى وأرفع منزلة.
لا يمكن أن تتم جريمة كبرى كالقتل أو السلب إلا بوجود مقدمات تمهد لها، فزعيم عصابة سرقة السيارات مثلاً ربما بدأ مسيرته الجرمية بسرقة بيضة، وقبل سرقة البيضة لا بد أنه ارتكب كذبة صغيرة، فالكذب هو أساس الجرائم ومنطلقها، وطالما نحن نسير في طريق الكذب، برغم هوانه، فنحن مؤهلون لارتكاب ذنوب أعظم وبالتالي النزول الى دركات أدنى تمنحنا صفات بذيئة تلصق بنا في الحياة الدنيا، وفي الآخرة عذاب أليم.
نحن نكذب كثيراً، وقد نحتاج لتبرير كذبنا المتواصل أعذاراً عديدة لننجو مما قد يسيء لنا أو لتجميل صورنا وخداع الناس أو للحصول على مكسب مادي.. كل تلك الأنواع لا تبرر جريمة الكذب، ولكن ثمة من يكذب من دون أدنى سبب، وكأنه يتخذه هواية أو نمطاً لحياته التي غالباً ملؤها الخداع والتضليل.
يعد جهاز (الموبايل) حلاً لكثير من المشكلات التي تعترينا حين نحتاج إلى لقاء شخص بعيد مكاناً، وقد ذلل هذا الجهاز الكثير من العراقيل التي كانت تحول دون معرفة أحوال ذوينا لاسيما في ظل الأوضاع الأمنية المتردية التي مر ويمر بها بلدنا الغالي، لكن بدلاً من أن نشكر البارئ الكريم على نعمته نحونا بهذا الجهاز منحى آخر إضافياً، ولا أعني هنا الموسيقى والصور ومقاطع الفيديو، فذلك موضوع آخر لست بصدده، إذ استعمل الموبايل لممارسة هواية الكذب المحببة لدى البعض، فمن المستحيل مثلاً أن يخبر المتصل عن مكانه الصحيح، لا أعرف لماذا، والعجيب في الأمر أن البعض حين يكذب لا تبدو عليه أي أمارات خجل أو حياء، بل يبدو كأنه صادق، ربما لأنه قد صدق كذبته.
لابد لكل منا أن يربي نفسه ويروضها على طاعة الله تعالى من خلال الالتزام بالأخلاق والقيم الإسلامية الحميدة، ونبدأ في ذلك بأنفسنا وعوائلنا وصولاً إلى مجتمع متحضر خالٍ من العادات السيئة الموروثة من الزمن البعثي البائد، بأن نتعود على قول الحق ولا نتعود على الكذب، وأن نؤمن بأن الإنسان المؤمن لا يكون كذاباً، وأن نبتعد عن أصدقاء السوء الذين يكذبون، وأن نؤمن بأن جزاء الكذاب في الآخرة عذاب النار، وأن نؤمن بأن في الكذب الهلاك وفي الصدق النجاة، كي نفوز برضا الله ورسوله والصالحين من أبناء المجتمع.
mart_press@yahoo.com
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
محمد عبد الرضا الربيعي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat