صفحة الكاتب : واثق الخواري

يا مثقفي النجف(عاصمة الثقافة الاسلامية) إتــــــــحدوا
واثق الخواري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 تلعب وسائل الإعلام المختلفة دوراً مهماً في التأثير والتغيير في الرأي العام ، سواء أكان هذا الدور سلبياً أم إيجابياً ؛ لهذا تحرص كل الأنظمة السياسية والمجتمعية على أن يكون لها جهازها الإعلامي المتكلم بصوتها ، والمعبر عن حالها ، والداعي إلى سبيلها والمدافع عن آلامها وآمالها وطموحاتها .....
ولا شك أن الصحافة من أقدم وأهم وسائل الإعلام ، ويتعاظم دور هذه الوسيلة في المجتمعات الحضرية التي تكثر فيها نسبة المتعلمين والقـارئين ، فضلاً عما لها من ميزات وخصوصيات تنفرد بها دون الوسائل الإعلامية الأخرى ؛ لهذا لا نكاد نجد نظاماً أو مؤسسة أو هيئة أو جماعة إلا وتعتمد بشكل كبير على الصحافة المقروءة في الدعاية لها أو التعريف بها ، ومن ثم تباينت اهتمامات تلك الصحف تبعاً للجهة أو النظام الذي تمثله أو تعبِّر عنه . لكن المتصفح لكثير من الجرائد  النجفية  هذه الأيام ينتابه شعور بأن المدينة في طريقها إلى الإفلاس الثقافي التام ، وأن المستقبل لا يحمل أي بارقة أمل، فالنفق طويل وطويل جدا.. 
 الحقيقة المرّة التي يجب أن نقبلها على مضض هيّ أنّ  هذه الصحف لا يمكن إدراجها في أي خانة سلطويّة فلا هي سلطة رابعة ولا سلطة عاشرة ولا تملك أدنى سلطة على الإطلاق , وعندما قيل للصحافة سلطة فلأنهّا تستمّد قوتها وشرعيتها من القارئ الذي يدمن قراءتها , لكن ما هو عدد القرّاء في النجف! الإحصاءات الأخيرة والدقيقة لا تبشّر بالخير على وجه الإطلاق ,
هي مجرّد  صحف إنتهازية وظيفتها تلميع سياسة هذه  المؤسسة وتلك وتمجّد مسلكيتها أو مدح شخص خارج الحدود وقبض امواله  او عشيرة ووضع نسب مزيف لها , وعندما تكلمهم وتنصحهم وتنقدهم لا يردوا عليك  ولا  يتكلمون إلا من وراء "حُجُب" وإذا قيل لصاحب الصحيفة او المجلة: اتق الله، قال: { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } هذا مالي وهذه صحيفتي .فهذا من نقص الأمانة وسوف يسأله الله عن ذلك{ كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته }.
لكننا نتساءل دائماً عمن يوصل صوت  المثقف البسيط ؟ لماذا لا تقوم الصحف باحترامه وتجعل له صفحة يوصل  ثقافته وصوته بأسلوبه وعرقه وأرقه؟ قد تقولون إن الصحف بالفعل تفرد صفحات للقراء، الحقيقة أنه بمجرد المرور على تلك الصفحات تكتشف أنها للقراء ـ الغير! ـ فكل القراء الذين تتفضل عليهم الصحيفة بنشر كتاباتهم ما هم سوى ممن يسبق أسماءهم حرف (الدال) بتبختر عظيم! أو موظفي العلاقات العامة بالمؤسسات الخاصة أو الحكومية! تتملق له وتدفع له اموال على كتاباتهم الهزيلة او كتابات يكتبونها في عدد وفي الاعداد الاتية يقومون بنشر نفس المقالة مع تحوير في الاسطر . والمحبط أن الكُتاب يناقشون قضايانا من زاويتهم ومركزهم لا كما نراها ونعايشها نحن .إن نظرة سريعة إلى ما يكتب والى العناوين ستجد عموم الذين يكتبون هو هذا حالهم ، حال من خدع نفسه بالجري خلف السراب يمني نفسه ؛ إنه الماء ((حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب)) ، هذا حال  بعض الصحفين الذين حملوا القلم كيساً للتسول إلى ما يشبه ((أكياس  الماجينة في رمضان)) ، اللهم إلا جمع من الأقلام بدأ ينمو في الساحة غريباً بل ومحارباً وينظر إليه بعين الإرتياب!!!
 بعض هؤلاءينطبق عليهم تماما المثل المصري القائل (عليه العوض ومنه العوض) فهم يتخبطون في تيه لا يعلمون سبيلا يسلكونه ، بل تراهم ينشطون في النوائب الذاتيه ؛ ((مات  فلان)) ترى الأقلام تراكضت عند جثته ونعشه وأخرى راحت تقلب في مواريثه . "ومنهم ممن  يستدين أعمدة الصحف  ويكتب اسمه وصورته تحتها نافخاً اوداجه".وبعضهم لاينشر في الصحيفة التي ورثها عن آبائه إلا بإتفاق مسبق مع الكاتب الذي مل الناس من تكرار كتابة  موضوعاته وانتفخت جيوبه من مال هذه الصحيفة (كما فعل معنا رئيس تحرير  جريدة النجف عاصمة الثقافة) . 
ترى متى يستيقظ ضمير هؤلاء ؟؟.. وهل يصلح الله نفوس الراقصين- المتناطحين على جثث  الثقافة التي اماتوها ذبحا !!!!
قد لجأ كثيرمن مثقفينا الى الشبكة العنكبوتية في كسر احتكار الصحافة والصحافيين ومنح الفسحة اللازمة، للعديد من المواهب المغمورة في عرض إمكانياتها بعد سنوات من الاحتكار مارسه العديد من الكتُاب التقليديين
إن الكاتب الذي يحترم ذاته ويعي رسالته ومهامه معني بتقديم معلومة جديدة للقارئ، تزيد من ثقافته وتوسع من مداركه المعرفية. ويتطلب ذلك البحث والتنقيب في بطون الكتب والتقصي عن أبعاد الفكرة ومن ثم إخضاعها للتحليل لصياغة الرأي الجديد الذي يبني الكاتب استنتاجه عليه في البحث أو المقالة التي يطالها التشطيب والتهذيب والتدقيق لعشرات المرات لتعبر عن ماهيتها وغايتها في إيصال ما هو جديد في الثقافة إلى القارئ.إن بحث واستقصاء الكاتب عن معلومات وآراء وأفكار في عشرات الكتب والصحف لتوظيفها في فعل الكتابة لخلق نتاج ثقافي جديد، هو بمثابة خلق كائن حي جديد يسهم مع الكائنات الثقافية الحية الأخرى في رفد الحضارة الإنسانية بالشيء الجديد.
تعكس الكتابة مدى سعة ثقافة الكاتب وهدفها يدلل على توجهه وتقنياتها وآلياتها تُفصح عن مدى موهبته وقدرته على ممارسة فعل الكتابة. كما إنها تدلل على مغزى الرسالة وما يهدف إليها الكاتب وحجم إحساسه وحرفية امتهانه لفعل الكتابة. هناك فرق بين كُتاب ومثقفون  يعون مهامهم ورسالتهم ويتقنون آليات عملهم وبين كتبة لايدركون المهام والرسالة الإنسانية التي يؤديها الكاتب في فعل الكتابة.ولهذا أناشد كل مثقفي النجف ان يتحدوا ويكسروا إحتكارالصحافة واصحابها..
ربما كان الأجدر من هذا المقال أن يكون بصورة وبصيغة أفضل ، وبشكل أقوى .. لكن الإرتجال هو ما طغى على هذا المقال .. فكان بهذه الصورة..
 
 
 
 
واثق الخواري
thrwwqqoo1964@gmail.com
جماعة ابو ذر الغفاري
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الخواري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/09/04



كتابة تعليق لموضوع : يا مثقفي النجف(عاصمة الثقافة الاسلامية) إتــــــــحدوا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net