صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

برشلونة وريال مدريد!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يبدو مفرحا أن يكون الكلام السائد في الجلسات عن هذين الفريقين , والتنافس والحوار والإنفعال حولهما , ومن الذي سيفوز بالمباراة , وتجد الناس منشغلين بهما , وحبذا لو أن الحديث والإنفعال يكون على مثل هذه الحالات , لأصبحنا باحسن حال وأجمل مآل!!
 
قد يقول قائل ماذا تقول؟!!
والجواب إن خير الحوارات هي عن الرياضة والفن والطبيعة والجمال , أما غيرها من الحوارات فأنها لا تجلب إلا المشاعر السلبية , وتؤجج المطمورات النارية وتلهب جمرات النفوس الخبيثة , فليسكب الناس طاقاتهم الإنفعالية في فضاءات المباراة بدلا من ميادين الصراعات البهتانية الغبية.
 
في العصور القديمة كانت الأنظمة الحضارية تقوم على إشغال الناس بالرياضات والمبارزات والعروض التي يمكن القول بأنها مسرحية أو تمثيلية , ولهذا بنيت المسارح والميادين , وفي الحضارة اليونانية يبدو الأمر واضحا وسائدا.
 
وهذا يعني أن الإنسان في الزمن القديم قد تعلم آليات تصريف الطاقات الإنفعالية عند البشر , فأوجد النشاطات الرياضية المتنوعة والفعاليات الفنية , وإبتكر الموسيقى والغناء والعديد من الرياضات الكفيلة بتفريغ البشر من الشحنات العاطفية والنيران الإنفعالية , التي ربما تتسبب بحرائق تفاعلية دامية.
 
وفي مجتمعاتنا تغيب هذه المُفرّغات أو (موانع الصواعق الإنفعالية) , فتجد الناس منشغلة بالأحاديث الإغضابية والمضوعات المتشنجة , التي تؤجج جمرات العداء والكراهية وتزرع البغضاء في النفوس , وتؤهلها لكي تكون ذات أهبة فائقة على الإشتعال , فتلهبها شرارة طائشة أو قاصدة.
 
ومجتمعاتنا بحاجة إلى إهتمامات رياضية وأدبية وفنية وترويحية , بدلا من زوابع المشادات اوالمجادلات والكلام المقرف في موضوعات أكل الزمان عليها وشرب , وما عادت ذات قيمة ومعنى وقدرة على الحياة , فتدفع بالقائلين بها إلى أتون الموت والخياب.
 
ومن الملاحظ عند المجتمعات المتقدمة يكون الحديث في أغلبه عن المواضيع الرياضية , والكثيرون يبتعدون عن الكلام بالسياسة والدين , لأنها في العُرف السائد مواضيع تتسبب بالفرقة والشحناء , ولهذا يتجنبها الناس ويسهبون في تناول المواضيع الرياضية والأدبية , والتي تساهم في الألفة والشعور بالبهجة.
 
ويبدو أن من الأفضل لمجتمعاتنا التقليل أو الإبتعاد عن الكلام بالمواضيع الدينية والسياسية والتأريخية , لأنها لا تجدي نفعا وتلحق الأضرار بالبنية الإجتماعية والروح الإئتلافية ما بين الناس , وعلى الجميع إعادة النظر بأنفسهم وتغيير أساليب الخطاب الذاتي والموضوعي , والإنغماس بروح العمل والنشاط الجامع المانع للفرقة والشقاق , وأن يكون الهدف صناعة الحياة الأفضل والمستقبل الأرفل , ولكي نبني الحياة علينا أن نتجنب مقوضات أسسها ومُهدمات عمرانها وبنيانها.
 
فلنتحدث في الرياضة والفن والأدب ولنشيح الطرف عن موضوعات الدين والسياسة , فأنها جوهر البلاء والفناء الفاعل في ديار المجتمعات المنكوبة بما فيها من الثروات والقدرات.
 
فهل من إشاعة لحب الرياضة والمباراة ما بين الفرق العربية والأجنبية , ففي ذلك شفاء للنفوس المبتلاة بالويلات؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/24



كتابة تعليق لموضوع : برشلونة وريال مدريد!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net