صفحة الكاتب : مهدي المولى

الصراعات الطائفية والعنصرية لم تخلقها امريكا
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كثير ما نسمع من بعض  الجهات عبارات يتهمون بها الولايات المتحدة بأنها هي التي وراء النزعات الصراعات والحروب الطائفية والعشائرية والعنصرية وهي التي أتت بها وزرعتها في العراق وعند التدقيق في حقيقة هؤلاء لاتضح لنا انهم عبيد وخدم صدام انهم جلادي صدام وحزبه الطائفي  العنصري البعث العفلقي  وكلاب ال سعود كلاب الدين الوهابي  فبذور الطائفية وأسباب   الفوضى والظلام والصراعات الطائفية والعنصرية والعشائرية زرعت وانتشرت في الايام الاولى لاستيلاء الفئة الباغية بقيادة ال سفيان وبدأت تنموا وتتسع واخذـ في التطور والتجدد  وتتنوع في اساليبها واشكالها
في بداية القرن العشرين حاول الانكليز بناء عراق حر  يعيش فيه العراقيون احرار متساوون في الحقوق والواجبات من خلال  اجتثاث الطائفية والعنصرية والركون الى القانون اي حكم القانون الا ان غباء وجهل الكثير من رجال الدين الشيعة وشيوخ عشائرهم  وغدر وخبث اعراب الصحراء فتمكنوا من بناء عراق   طائفي عنصري عشائري  اي تمكنوا من خلق عراق مبنيا على باطل وقديما قيل ما بني على باطل فكل شي فيه باطل
  وهكذا اسس العراق على باطل حيث ابعد اغلبية الشعب العراقي من الحكم ليس هذا فحسب بل شككوا في عراقيتهم في اصلهم وحتى كانوا يطعنون في كرامتهم وشرفهم وبالتالي مهدت لمجموعة من البدو الاعراب من السيطرة على حكم العراق  وفر ضوا  اعرافهم البدوية الاعرابية الصحراوية وشنوا حملة ابادة على العراقيين الاصلاء اهل العلم والحضارة   ضد اليهود ضد المسيحين ضد الكرد وخاصة الفيليين ثم الشيعة العرب ثم الايزيديين  وكل من يملك عقل حر فكل هؤلاء  اعتبروهم  خونة وعملاء   لا يثقون بهم واذا  ما حاولوا  منح بعضهم بعض المناصب في الدولة لا على اساس انهم عراقيون وهذا حقهم بل على اساس انهم عبيد وخدم لا يملكون شرف ولا كرامة
فكانت مخابرات  صدام جيش صدام امن صدام  حزب صدام حرس صدام مقتصرة على طائفة واحدة على منطقة واحدة على عشيرة واحدة على عائلة واحدة  ربما هناك من يقول هناك  مجموعة اكثر اقل في هذا الجهاز او ذاك من الجهات المغضوب عليها بشرط هو التنازل عن كل شي الشرف الكرامة ويقروا بانهم مجرد عبيد وخدم او كما كان يقول محمد الزبيدي الذي عينه صدام رئيسا لحكومته مهمتي خدمة ابناء تكريت فكان يقدم لهم كؤوس الخمر ويقدم لهم النساء ويردون عليه شكرا سيادة رئيس الوزراء
 كان عدد  المنتمين الى حزب البعث في مدينة الثورة اكثر عددا من المنتمين الى الحزب في صلاح الدين  والانبار والموصل لكنه لم يعين امين سر شعبة واحد لمدينة الثورة من ابناء الثورة فكان دائما يعين من مدن مناطق تكريت الانبار  غيرها 
رغم هذا العدد الكبير من المنتمين لحزب  البعث من الشيعة بل ان الشيعة هم الذين اسسوا حزب البعث وكانوا قادة البعث في اول ايامه  من الشيعة حتى انك لا تجد شخص واحد من مؤسسي البعث من تكريت من الانبار من الموصل فهذه مناطق بدوية صحراوية عشائرية لم ينشأ فيها حزب سياسي  ولم تنشأ فيها حركة سياسية فكرية  في كل التاريخ
المعروف ان العراق بلد حضارة وعلم  الا ان العواصف الرملية الصحراوية التي كانت تهجم على العراق بين الحين والآخر هي التي صبغته بصبغة الصحراء  وطبعته بطابع البداوة  مما ادى الى تدمير  الأسس الحضارية وذبح العقول النيرة وأخر موجة هجمة هي الهجمة الوهابية الظلامية القاعدة داعش  الوهابية التي تقودها العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها عائلة ال سعود
في 2003 تحرر العراق والعراقيين  اي تحررت عقول العراقيين من الاحتلال وادران الاحتلال وشوائبه وعاد العراق الى اهله وشعر العراقيون انهم جميعا متساوون في الحقوق والواجبات حاول بعض الاغبياء والجهلاء من الشيعة وأصحاب النوايا الخبيثة اهل الغدر والخيانة من اهل  السنة ان يلعبوا نفس تلك اللعبة التي لعبوها خلال تحرير العراق والعراقيين على يد الانكليز من ظلام ووحشية ال عثمان وكادوا ينجحون الا ان وعي العراقيين الاحرار وشجاعة المرجعية الدينية الرشيدة وحكمتها فوتت الفرصة وافشلت لعبتهم  حيث تمكنت من  تأسيس دستور كان افضل دستور في منطقة الشرق الاوسط حتى انه يضاهي دساتير دول  متقدمة في هذا المجال وكان هذا الدستور هو القاعدة التي ارتكز عليها بناء العراق الجديد عراق الديمقراطية والتعددية عراق القانون عراق المواطنة عراق يحكمه الشعب ومنه انطلق في تأسيس المؤسسات الدستورية
كل محافظة تختار من يمثلها في البرلمان العراقي وهؤلاء جميعا يمثلون البرلمان العراقي الذي يختار الحكومة ويراقبها ويعزلها اذا عجزت ويحاسبها اذا قصرت
كما لكل محافظة مجلس محافظة مختار من قبل ابناء المحافظة يختار حكومة المحافظة تهتم بشؤون المحافظة المختلفة
كما ان لكل حي مجلس بلدي مختار من قبل ابناء الحي يهتم بشئون الحي الادارية
لا شك ان هذه  الحرية التي تمتع بها العراقيين اثارت غضب ال سعود  واعتبروا نجاح العراق في تجربته بداية النهاية لهم لهذا قرروا افشال تجربة العراق واعادة نظام الطاغية صدام واعلنوا الحرب على العراق والعراقيين
المؤسف والمؤلم اننا لا زلنا دون مستوى الحرية والتعددية الفكرية والسياسية لانها تجربة جديدة يحتاج الى وقت الى ممارسة مما ادى  الى ظهور الكثير من المفاسد والسلبيات 
ومع ذلك  لم ولن نتراجع اننا خضنا المعركة بصدق واخلاص وسننتصر على اعدائنا مهما كانت التحديات

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/24



كتابة تعليق لموضوع : الصراعات الطائفية والعنصرية لم تخلقها امريكا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net