صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

فتوى الجهاد الكفائي حرب ضد الاغتراب
علي حسين الخباز

في ظل الأزمات التي مرت على العراق، برزت ظاهرة الاغتراب التي عانى منها الشعب العراقي، فصار يشعر انه مغلوب على امره، وغير معني بما يعاني من مأساة، وهذا الشعور قاده الى الاعتزال والانكفاء والشعور بالخذلان... تغربت السياسة عن الواقع النسبي، وتغرب الجيش ايضا بعدما اشتغل الاعلام المنحرف على محاول ابعاد روح الوطنية عن الجيش العراقي، الى جيش يرتبط اسمه باسم الحاكم، ليلمح بأن هذا الجيش لا يصلح لتمثيل العراق، ولذلك ربط هذا الاعلام المغرض اسم الجيش باسم القائد العام للقوات المسلحة، سواء كان المالكي او العبادي، او من سيأتي بعدهما، هذا امر اعلامي خطط له بجدية عالية، يريد ان يوسع حالة الاغتراب عند الجيش، وأخذ يضرب بالعمق النفسي عندما حصر معنى الجيش العراقي بالمعنى الارتزاقي، وبهذا اصبح الجندي العراقي منكسرا يعاني حالات اغتراب متنوعة منها: مذهبية ومكانية واجتماعية...

 وهناك من نكر وبالصوت المسموع وطنية جيشنا وغيرته على بلده، وحرقته على شعبه، وعاملوه فعلا معاملة الجيش المرتزق والطائفي، رغم انه وقف في كل النكبات الانسانية والوطنية، وأنقذ محافظات من خطر الفيضان، ومن خطر المؤامرات الداخلية والخارجية التي تعرض لها العراق في بعض محافظاته من قبل تحزبات وتيارات مختلفة يدعمها الجهد الخارجي، لخلق الفرقة بين الشعب، وفعلا سعت تلك التيارات بالقتل والفتك وتدمير العراق، حتى صار الهم الاكبر الذي يشغل كل عتاة الامة القضاء على حيوية هذا الجيش الصلب.

وبعد ظهور تكوينات داعش بدعمها اللامحدود من اغلب دول الخيانة والعمالة، حيث كانت المساندة عالمية في بعض مفاصلها المهمة، مع وجود الحاضنة المحلية، مع وجود هشاشة في الساحة السياسية التي انقسمت الى بؤر حفلت بالطائفية، وكادت ان تحدث العديد من الكوارث لولا تدخل المرجعية المباركة لعدة مرات، وأنهت فيها الاحتقان الطائفي.

وبعد احتلال الموصل والاعتداء على الشعب العراقي، تعثر المشروع النهضوي في العراق بسبب التدخلات الاجنبية، ومحاولة افشال العملية السياسية؛ كي لا تكون قدوة حسنة للشعوب العربية، وما حصل في العراق بعد(2003م) كان من الممكن ان يكون هو الربيع العربي الحقيقي.

المهم ان الجيش العراقي تعرض الى انكسار كبير بسبب خيانة بعض القيادات العسكرية، فتكالب الخور على النفوس، وشعر الناس بحالات الاغتراب، واصبح غير قادر على المواجهة وصد المؤامرات الداخلية والخارجية، فقد سلبت ارادته.

 ووسط هذه الاجواء المخذولة، استطاعت فتوى الجهاد الكفائي المباركة استنهاض الهمم، واسترجاع ثقة الشعب بقدراته، واستطاعت رسم ملامح مستقبل يضيء جميع جوانب الحياة، وقادر على المواجهة الفاعلة ضد جميع المؤامرت، ليكون حلم هذا الشعب الوصول الى الوحدة الحقيقية والتحرر والعدالة، فقد تنوعت مواقف هذا الحشد متنوع الانتماءات، ولا ضير مادام المتنوع لا ينفي العنوان الاساسي وهو الوحدة، فقد دل تنوع الاستجابة الشعبية على التفاعل الانساني الوطني العراقي، واستطاعت الفتوى المباركة القضاء على حجج التعصب لبعض الانتماءات، او لنقل: انهاء مرحلة التضادات، وابعاد خطر الفرقة، وتأكيد اصالة الانتماء الوطني للجيش الناهض، بعدما اصبح الانتساب الى الجيش واجبا دينيا وطنيا ابعد عنه حالة الاغتراب؛ بسبب رفع تهمة الارتزاق، وأصبح الجيش يحمل سمات الجيش التضحوي المدافع عن قيم المواطنة، وتخلص من حالات التشرذم والتناحر والتبعية... وقد وحدت هذه الفتوى الجهود، فكانت هي الفتوى المؤثرة على جميع الصعد الانسانية، وليكون العراق جيشا له هوية وانتماء وطني موحد.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/08



كتابة تعليق لموضوع : فتوى الجهاد الكفائي حرب ضد الاغتراب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net