صفحة الكاتب : رزاق عزيز مسلم الحسيني

تبلّدْ أيُّها العقلُ الكبيرُ
رزاق عزيز مسلم الحسيني

قصيدتي مهداة الى شقيقي الصغير د فارس عزيز مسلم الحسيني الذي عزف عن الشعر حين رأى لا جدوى منه في ظل هذه الفوضى والطائفية الثقافية لان الطائفية تعدت المذاهب وانزاحت الى الثقافة والأدب 

 

تبلّدْ أيّها العقلُ الكبيرُ

لتحيا مثلما يحيا الكثيرُ

 

تبلّدْ في الحياةِ تعشْ سعيداً

فإنَّ القلبَ يكمدُهُ الشعورُ

 

فبينَ الجهلِ والدنيا وفاقٌ

وبينَ ذوي الحجى والحظِّ سورُ

 

تبلّدْ فالحياةُ بغير حظٍّ

على الانسانِ شرٌّ مستطيرُ 

 

مهازلُها المقيتةُ مُبكياتٌ

ومجهولٌ لنا فيها المصيرُ

 

 فما يُجديكَ علمٌ أو ذكاءٌ

وما بظلامِها يُجديكَ نورُ

 

وما مُجْدٍ على الآمالِ تأسى

ولا الدّنيا تلينُ إذا تثورُ

                                                                              

تبلّدْ إنّها حلمٌ مريعٌ

وكابوسٌ حقيقيٌّ خطيرُ

 

يراهُ بيقظةٍ لا في منامٍ

ويصحو عندَ رقدتهِ الغريرُ

 

علاني اليأسُ منها كيفَ أرجو

بعذبِ الماءِ تنفجرُ الصخورُ ؟!!!

 

وهلْ أرجو تحنُّ على فؤادي

ومنها جرحُهُ الدامي يفورُ ؟!!!

 

قضيناها معاً همّاً وشكوى

ويأبى أنْ يلُمَّ بنا السرورُ !!!

 

ولستُ بقائلٍ مهلاً رويداً

فعقبى الليلِ صبحٌ مُستنيرُ

                                                                            

فليسَ  لما نرومُ لنا قرارٌ

على رغمٍ بنا تجري الأمورُ

 

هي الدنيا قديماً أو حديثاً 

وما اختلفَ الانامُ ولا الدهورُ

 

تفيضُ تغابناً وتموجُ ظلماً

على الضعفاءِ دائبةٌ تجورُ

 

كما أضفى بها الإنسانُ شرّاً

فزادتَ في تعسّفها الشرورُ

 

أتى الإنسانُ للدّنيا ضريراً

ولم يرَ غيرَ ظلمتهِ الضريرُ

 

هو الانسانُ عنوانُ المآسي

وبالإجرامِ ليسَ لهُ نظيرُ !!!

 

يكادُ بشرّهِ يفني البرايا

على جثثِ الورى حقداً يسيرُ

 

بما اقترفتْ يداهُ الارضُ تغلي

تكادُ عليهِ من غضبٍ تمورُ

 

فلا الأديانُ كفّتْ منْ أذاهُ

ولا الاخلاقُ تمنعهُ يضيرُ

 

                                                                        

كأنَّ الناسَ للأخلاقِ خصمٌ

من الاخيارِ يعروهمْ نفورُ

 

وتاريخُ البريّةِ فاضَ قيحاً

منَ الإجرامِ مجّتْهُ السطورُ

 

ظلامٌ في ظلامٍ في ظلامٍ

لنا التاريخُ ترويهِ العصورُ

 

ًقد انحدرتْ بنا الدّنيا استفالا

لحالٍ باتَ يأباها الغيورُ

 

ولفَّ حياتنا فزعٌ ورعبٌ

وبانَ على الوجوهِ أسىً مريرُ

 

تفانى الناسُ من حربٍ لحربٍ

كأنّ زمانَنا الزمنُ الأخيرُ!!

 

فدنيانا كحمقاءٍ بغيٍّ

يفوزُ بحبّها البشرُ الحقيرُ

 

محالٌ أنْ تدومَ على فريقٍ

كدولابٍ بنا الدنيا تدورُ 

 

ولا حزنٌ يدومُ على حزينٍ

ولا يبقى لذي مرحٍ حبورُ

 

ويبقى الدهرُ يجترُّ الليالي

وقافلةُ الحياةِ بنا تسيرُ

 

تفاوتَتِ الأنامُ بكلِّ شَيْءٍ

ولم تعدلْ بهم الا القبورُ

 

أتينا للحياةِ بلا اختيارٍ

يؤرّقنا بها العمرُ القصيرُ

 

فيومٌ تضحكُ الآمالُ فيهِ

وآخرُ ليسَ يُجرعُ قمطريرُ

 

وقدرُ نعيمها شروى نقيرٍ

ولكنَّ الأسى جمٌّ كثيرُ

 

أتيناها على كرهٍ ضيوفاً

الى الأُخرى لنا منها عبورُ 

 

سنشربُ كلُّنا كأسَ المنايا

وتنقطعُ الأواصرُ والجسورُ

 

فكلُّ الْعَالَمِينَ الى فناءٍ

ولن يبقى فقيرٌ أو أميرُ

 

الى دار البقاءِ نساقُ طُرّاً 

وما ندري جنانٌ أمْ سعيرُ؟

 

فصبراً في مقارعةِ الليالي

ففيها لم يفزْ إلا الصبورُ

 

نظلُّ نغالبُ الأيامَ حتى

يبينَ لنا بها النصرُ الكبيرُ

 

ترنّمْ في مواجعنا لحوناً

كنايٍ للمدامعِ يستثيرُ

 

وأدري الشعرَ لم ينفعْنا يوماً

فذاكَ الكوخُ نفسُهُ والحصيرُ

 

وما نلنا بهِ حلوَ الأماني

ولم يسهلْ لنا الصعبُ العسيرُ

 

فحظّي مثلُ حظِّكَ في سباتٍ

متى يستيقظُ الحظُّ العثورُ ؟!!!

 

فحظُّ الأرذلينَ بها لُبابُ

وَلَيْسَ لنا بها إلا القشورُ

 

أُغنّي رغمَ آلامي وجرحي

عميقٌ نازفٌ دمُهُ غزيرُ

 

إذاما الجرحُ بالانسانِ يسمو

فإنا في النجومِ لنا قصورُ

 

وَإنَّا حيثما كنّا أسودٌ

وفي رحبِ الفضا إنّا صقورُ

 

سمونا بالجراحِ وسوف نبقى

على قممِ الذرى فخراً نسيرُ

 

ملكنا دفّةَ الشعرِ اقتداراً

فسالتْ مِنْ أصابعنا البحورُ

 

فننفثُ من عواطفنا طيوباً

كزهرٍ مِنْهُ قد فاحَ العبيرُ

 

ترنّمْ واملأ الآفاقَ شدواً

إذا ضاقتْ مِنَ الدنيا الصدورُ

 

وغنّي كالجداولِ للروابي

فترويها ويطربُها الخريرُ

 

وغنّي أجملَ الألحانِ تروِ

قلوباً مثلما يروي النميرُ

 

فطارحْ أيُّها الشحرورُ سرباً 

فهذا الصمتُ تأباهُ الطيورُ 

 

أُغنّي رغمَ أوجاعي وجُنحي

مهيضٌ منطوٍ دامٍ كسيرُ

 

وأبسمُ ضاحكاً في وجهِ خلّي

وقلبي غائمٌ حزناً مطيرُ

 

وأدعو العاشقينَ الى سلوٍّ 

وقلبي عندَ مٓنْ أهوى أسيرُ

 

لمنْ يأوي الوحيدُ مِنَ الليالي

إذا عزَّ المدافعُ والنصيرُ ؟

 

فلا تحزنْ ولا تيأسْ سيبقى

لنا في كلِّ مفخرةٍ حضورُ

                                                                        

فلاتعجب اذا الأحوالُ ساءتْ

وقادَ كبيرَها الغِرُّ الصغيرُ 

 

 وصارَ بها عُقابُ الجوِّ جبناً  

  كسيحاً والدجاجُ بها يطيرُ  

 

   وسادَ فضاءَها الخفّاشُ هزلاً

 وتخشى من مخالبها النسورُ

 

وصارَ الشوكُ عند النَّاسِ ورداً

وهل يُجنى من الشوكِ العطورُ ؟!!!

  ويختالُ الجهولُ بها اغتراراً  

 على أسيادهِ تيهاً فخورُ 

 

يُصعّرُ خدَّهُ المصفوعَ كبراً

وينضحُ من جوانبهِ الغرورُ

 

وذو أدبٍ وشعرٍ لا يُجارى

مِنَ الدُّنيا يئنُّ ويستجيرُ

 

وَلَيْسَ يُطيقُ بعضُ النَّاسِ بعضا

 فقد سادَ التناحرُ والنفورُ

 

فقد شبّتْ لظى الاحقاد فيها

 كما سادَ التكبّرُ والغرورُ 

                                                                 

بها المسؤولُ محتالٌ ولصٌّ

ولا يصحو بداخلهِ الضميرُ

 

وبانَ الأدعياءُ لنا ذئاباً

يقاسي منهُمُ الشعبُ الصبورُ

 

كما انقلبَ الدعاةُ الى طُغاةٍ

على كلِّ الورى بغياً تجورُ

 

لانَّ شعوبنا عنهم تغاضتْ

وظلّتْ خلفهم جهلاً تسيرُ

 

وجنيُ حصادها منهم شقاءٌ

بهِ فقراً قدِ ازدادَ الفقيرُ

 

فإنْ تُكدِ الشعوبُ تجدْ غنيّاً

على رزقِ الفقيرِ غدا يغيرُ

 

فناسٌ من لذيذِ العيشِ ملّوا

ومنْ أجسادهم ملَّ الحريرُ

 

وناسٌ لم يُساعفْهم رغيفٌ

وسائدُهمْ إذا ناموا الصخورُ

 

ومن كدّ الفقيرِ بنوا قصورا

وكمْ طاغٍ حوتْ تلكَ القصورُ

                                                                 

ولا تأملْ بموطننا ازدهاراً

اذا ملكتْ أزمّتَهُ الحميرُ

 

فإنّا في زمانِ الشِّر نحيا

كما نبتتْ على الدِّمَنِ الزهورُ


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رزاق عزيز مسلم الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/16



كتابة تعليق لموضوع : تبلّدْ أيُّها العقلُ الكبيرُ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net