الاعلام وصناعة التغيير
خالد الحمداني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خالد الحمداني

قد يستغرب البعض في ظل حمى الثورات التي تجتاح المنطقة من القول ان الاعلام هو صانع حدث قبل ان يكون ناقلا له وجدلية القول ان الاعلام اصبح صناعة مدروسة هدفها احداث تغيير ما بنية عقل المتلقي اضحت بديهية بعد تجربتي تونس ومصر ومن ثم احداث مشتركات ذهنية مشابهة للوضع في سوريا اي اقناع المتلقي ان الثورة او الانتفاضة ضد الحاكم محكومة بالنصر في النهاية وان السلطة هي اضعف ما تكون بازاء رياح التغيير لانها وعلى حد تعبير المفكر عبد الله النفيسي عابرة للحدود وهي ايظا اي الثورة قادرة على احداث تغيير اجتماعي يجر كل الطبقات الاجتماعية خلفه من اجل اعادة تركيبها في بنية جديدة يفرضها الاعلام اولا والمتاثرون به ثانيا ولقد شاهدنا ان بعض رجالات الاعلام افترضت صحة هذا القياس في كل الدول والاقطار متناسية ان الثورات تصح عندما تكون ثورات شعوب لا ثورات طوائف لقد فشل العراقيون فيما مضى في عدة انتفاضات قاموا بها ضد نظامهم الدكتاتوري ايان حكم الطاغية صدام ولم يستطيعوا احداث تغيير رغم تهاوي سلطة الدولة في عام 91 ورغم البعد العاطفي والثوري الذي اصطبغت به حركات قادة مثل الصدرين وغيرها اذ ان الطابع الطائفي كان هو العنصر الحاسم في النهاية والعنصر الطائفي هذا هو الاخر افشل حركة الاحتجاج البحرينية التي تحولت الى مجزرة للشيعة بعد ان احس التيار السلفي انه مهدد في معاقله الاساسية وما يجري في سوريا وبعد استقراءنا للواقع ومعايشتنا لكلا الطرفين ما يسمون بالمنتفظين والقادة الحكوميين ان الصراع في اصله ليس ضد الفساد او ما يسمى رامي مخلوف وسيطرته على مختلف قطاعات الاعمال بل ان الصراع في اصله طائفي بامتياز ,بل ان لقاءاتنا مع بعض السلفيين من ائمة الجوامع اكدت لنا بان اصل معنى الحرية الذي ينادون به هو حرية الفكر السلفي الديني اكثر منه الحرية الشخصية للفرد والشعب ,قد لاينكر ان هنالك عشعشة للفساد واستطالته في مختلف مرافق الدولة ولا ننكر سيطرة مطلقة للعلويين على الجيش وبقية جهاز الدولة الامني ولكن في مقابل ذلك لا نرى مفهوما لسيطرة العلويين على الحياة الفكرية او الاجتماعية فالسوري حر في انتماءه وغير مطارد بسبب عقيدته وهو غير مجبر على الانتماء لحزب البعث ليضمن له هوية ومقعدا داخل هيكلية الدولة بعكس ما كان حزب البعث في العراق يمارس في العراق من اجبار وقبضة حديدية تستهدف ربط جميع طبقات الشعب بالنظام ورموزه ,,ورغم اننا تحدثنا كثيرا مع الثائرين ومع الرافضين ومع بعض الناس العاديين لكننا لم نصل حقيقة الى طبيعة من يوجه ويحرك الاحداث مما اكد لنا ان صناعة الحدث في سوريا هي صناعة اعلامية بامتياز بل ان كل ما يجري هو فن اعلامي فلا وجود لما يسمى بتنسيقيات الثورة الا في الاعلام وما الاسماء التي يتم الاتصال بها في الفضائيات الا اسماء وهمية اوجدتها هذه القنوات نفسها وان التحريض والحث وافتعال اسماء واشرطة على النت اضافة الايحاء بالتحرك للمدن وتهويل ما يحدث فيها هو جزء من عملية منظمة تقوم بها جهات اعلامية وبغرفة عمليات تنظم هذه الحملات والتي تثبت ان ما يحدث صناعة في الفضاء قبل ان يكون حدثا على الارض
24/8/2011
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat